تفسير سورة الواقعة

تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة الواقعة من كتاب تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه شحاته . المتوفي سنة 1423 هـ
تفسير سورة الواقعة
أهداف سورة الواقعة
سورة الواقعة مكية، وآياتها ٩٦ آية، نزلت بعد سورة طه
وهي سورة تصف أهوال القيامة ومشاهد الآخرة، وتؤكد وقوع العذاب للمكذبين، ووقوع النعيم للمؤمنين.
وفي هذا اليوم تتبدل أقدار الناس، وأوضاع الأرض، في ظل الهول الذي يبدل القيم غير القيم.
﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ﴾. ( الواقعة : ١-٣ ).
ثلاثة أصناف
عند وقوع القيامة يرتفع شأن المؤمنين، وينخفض قدر المكذبين، وينقسم الناس إلى ثلاثة أصناف :
السابقون المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.
السابقون المقربون
وقد فصلت الآيات ( ١٠-٢٦ ) ما أعد للسابقين في جنات النعيم، فهم : عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ. ( الواقعة : ١٥ ).
مشبكة بالمعادن الثمينة، مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ. ( الواقعة : ١٦ ). في راحة وخلو بال من الهموم والمشاغل، ولهم في الجنة ما يشتهون من المتعة والنعيم والحور العين، وحياتهم كلها سلام : تسلم عليهم الملائكة، ويسلم بعضهم على بعض، ويبلغهم السلام من الرحمن.
أصحاب اليمين
تصف الآيات ( ٢٧-٤٠ ) ما أعد لأصحاب اليمين، فهم : فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ. ( الواقعة : ٢٨ ). والسدر شجر النبق الشائك، ولكنه هنا مخضود شوكه ومنزوع، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ. ( الواقعة : ٢٩ ). والطلح شجر الموز، منضود معد للتداول بلا كدّ ولا مشقة.
يتمتع أصحاب اليمين بألوان البهجة وصنوف التكريم، فهم في حدائق من شجر نبق لا شوك فيه، وشجر موز منتظم الثمر، وفي ظل منبسط، وماء يجري بين أيديهم كما يشاءون، ولديهم فاكهة كثيرة الكم والأنواع، لا تنقطع عنهم ولا يمنعون من تناولها، وقد أعدت لهم في الجنة أسرّة عالية ظاهرة، عليها زوجات طاهرات قد خلقن خلقا جديدا يتسم بالكمال والجمال، وأنشئن إنشاء جديدا من غير ولادة، وقد خلقن أبكارا. لم يُمسسن. عُرُبا. متحببات إلى أزواجهن. أتْرابا. كلهن في سن واحدة، في ريعان الشباب، وطراوة الصبا.
أصحاب الشمال
تصف الآيات ( ٤١-٥٧ ) ما أعد لأصحاب الشمال، فهم في : سَمُوم. وهو هواء ساخن ينفذ إلى المسام ويشوي الأجسام، وَحَميم. ماء متناه في الحرارة، وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ. ( الواقعة : ٤٣ ). ظل من دخان أسود ساخن، لا بارد كسائر الظلال، ولا كريم ينتفع بهم لأنهم كفروا بالله وانغمسوا في الشهوات، وأنكروا البعث والجزاء.
آيات القدرة الإلهية
تعرض الآيات ( ٥٨-٧٤ ) آثار القدرة الإلهية المبدعة، وتحرك قلوب المشاهدين لينظروا في أصل خلقتهم، وفي زرعهم الذي تزاوله أيديهم، وفي الماء الذي يشربون، وفي النار التي يوقدون.
وهي طريقة فذة للقرآن حين يلفت نظر الإنسان إلى أبسط مظاهر الحياة ومشاهدها : ليبني له أضخم عقيدة دينية، وأوسع تصور كوني. هذه المشاهدات التي تدخل في تجارب كل إنسان : النسل والزرع والماء والنار، فأي إنسان على ظهر هذه الأرض لم تدخل هذه المشاهدات في تجاربه ؟
من هذه المشاهدات البسيطة الساذجة، ينشئ القرآن العقيدة لأنه يخاطب كل إنسان في بيئته.
وهذه المشاهدات البسيطة هي بذاتها أضخم الحقائق الكونية وأعظم الأسرار الربانية.
نشأة الحياة الإنسانية.. وهي سر الأسرار
نشأة الحياة النباتية.. معجزة كذلك، الماء أصل الحياة، النار المعجزة التي صنعت الحضارة الإنسانية.
﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾. ( الواقعة : ٥٨، ٥٩ ).
" إن دور البشر في أمر هذا الخلق لا يزيد أن يُودِع الرجل ما يمنى رحم المرأة ثم ينقطع عمله وعملها، وتأخذ يد القدرة في العمل وحدها في هذا الماء المهين، تعمل وحدها في خلقه وتنميته وبناء هيكله ونفخ الروح فيه، ومنذ اللحظة الأولى وفي كل لحظة تالية تتم المعجزة وتقع الخارقة التي لا يصنعها إلا الله، والتي لا يدري البشر كنهها وطبيعتها، كما لا يعرفون كيف تقع، بله أن يشاركوا فيها " i.
الزرع والماء والنار
يتابع القرآن طرقاته على القلب البشري ليتأمل، ويخاطب النفوس الإنسانية ليرشدها إلى مواطن القدرة فيما بين يديها.
فهذا الزرع الذي ينبت ويؤتي ثماره.. ما دورهم فيه ؟ إنهم يحرثون ويُلقون الحَبّ والبذور التي صنعها الله.. ثم تصير الحبة في طريقها للنمو سير العاقل العارف الخبير بمراحل الطريق، الذي لا يخطئ ولا يضل.
إن يد القدرة التي تتولى خطاها على طول الطريق، فإذا الحبة عود أخضر ناضر، وإذا النواة نخلة كاملة سامقة مثمرة.
ويتابع القرآن لمساته لاستثارة التفكير والتأمل، فيناقش المخاطبين :
﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ﴾. ( الواقعة : ٦٨-٦٩ ).
أي : أخبروني أيها المنكرون الجاحدون عن الماء العذب الذي تشربونه، هل فكرتم وتدبرتم من الذي صعده من البحار والمحيطات، وجعله بخارا ثم سحابا متراكما، ثم صيره ماء عذبا فراتا ؟
ولو شاء الله لجعل ذلك الماء ملحا مرّا لا يُحيي الزرع ولا الضرع، ولا يُستساغ لمرارته، فهلا تشكرون ربكم على إنزال المطر عذبا زلالا سائغا لشرابكم أنتم وأنعامكم وزرعكم.
ثم يذكرهم بنعمة النار التي يوقدونها، من الذي أنبت شجرتها الخضراء من الأرض، وأودع في الشجرة العناصر الأولية القابلة للاشتعال، لقد جعل الله النار في الدنيا تذكرة للناس بنار الآخرة، وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ. ( الواقعة : ٧٣ ). أي : للمسافرين. فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ. ( الواقعة : ٧٤ ). أي : نزه الله وانسب إليه العظمة والقدرة والخلق والإبداع، فهو الإله العلي القدير.
مواقع النجوم
وفي الآيات ( ٧٥-٨٠ ) نلمس سمو القرآن وطهارته وعلو شأنه ومنزلته.
وقد مهدت الآيات ببيان آثار القدرة في خلق النجوم وتحديد أماكنها وتنظيم سيرها، بحيث لا يصطدم نجم بآخر.
قال تعالى :﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ﴾. ( الواقعة : ٧٥-٧٧ ).
" ويقول الفلكيون : إن من هذه النجوم والكواكب التي تزيد على عدة بلايين نجم، ما يمكن رؤيته بالعين المجردة، وما لا يرى إلا بالمجاهر والأجهزة، وما يمكن أن تحس به الأجهزة دون أن تراه، هذه كلها تسبح في الفلك الغامض، ولا يوجد أي احتمال أن يقترب مجال مغناطيسي لنجم من مجال نجم آخر أو يصطدم بكوكب آخر إلا كما يحتمل تصادم مركب في البحر الأبيض المتوسط بآخر في المحيط الهادي يسيران في اتجاه واحد وبسرعة واحدة، وهو احتمال بعيد وبعيد جدا، إن لم يكن مستحيلا " ii.
إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ.
وليس كما تدعون قول كاهن ولا قول مجنون ولا مفترى على الله من أساطير الأولين، ولا تنزلت به الشياطين.. إلى آخر هذه الأقاويل، إنما هو قرآن كريم، كريم بمصدره، وكريم بذاته، وكريم باتجاهاته، كريم على الله، كريم على الملائكة، كريم على المؤمنين.
﴿ لاَ يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾. ( الواقعة : ٧٩ ). من دنس الشرك والنفاق، ودنس الفواحش، أي : لا تصل أنوار القرآن وبركاته وهدايته إلا إلى القلوب الطاهرة.
ورُوي عن علي رضي الله عنه، وابن مسعود، ومالك، والشافعي، أن المعنى : لا يمسه من كان على جنابة أو حدث أو حيض.
ورُوي عن ابن عباس، والشعبي، وجماعة منهم أبو حنيفة : أن المصحف أو بعضه يجوز للمحدث مسه، وبخاصة للدرس والتعليم iii.
نهاية الحياة
في الآيات ( ٧١-٩٦ ) نجد الإيقاع الأخير في السورة.. لحظة الموت، اللمسة التي ترتجف لها الأوصال، واللحظة التي تنهي كل جدال، واللحظة التي يقف فيها الحي بين نهاية طريق وبداية طريق، حيث لا يملك الرجوع ولا يملك النكوص :﴿ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴾. ( الواقعة : ٨٣-٨٤ ).
وإننا لنكاد نسمع صوت الحشرجة، ونبصر تقبض الملامح، ونحس الكرب والضيق من خلال قوله تعالى : فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، كما نكاد نبصر نظرة العجز وذهول اليأس في ملامح الحاضرين من خلال قوله تعالى : َأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ. هنا في هذه اللحظة وقد فرغت الروح من أمر الدنيا، وخلفت وراءها الأرض وما فيها، وهي تستقبل عالما لا عهد لها به ولا تملك من أمره شيئا إلا ما ادخرت من عمل، وما كسبت من خير أو شر.
فإن كان الميت المحتضر من السابقين في الإيمان فروحه ترى علائم النعيم الذي ينتظرها :﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ﴾. ( الواقعة : ٨٩ ).
﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾. ( الواقعة : ٩٠ ). وهو دون المقربين السابقين في المنزلة والدرجة، فإن الملائكة تبلغه السلام من الله ومن الملائكة ومن أقرانه أصحاب اليمين.
﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴾. ( الواقعة : ٩٢ ). فنزله عندنا ذلك الحميم الساخن والماء الحار وعذاب الجحيم.
ثم تختم السورة في إيقاع عميق رزين، يفيد أن ما قصه الله في هذه السورة حق ثابت، ويقين صادق لا شك فيه.
﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴾. ( الواقعة : ٩٥ ). فاتجه لله بالتسبيح والتعظيم. ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾. ( الواقعة : ٩٦ ).
الأفكار العامة للسورة
قال الفيروزبادي
معظم مقصود السورة هو : ظهور واقعة القيامة، وأصناف الخلق بالإضافة إلى العذاب والعقوبة، وبيان حال السابقين بالطاعة، وبيان حال قوم يكونون متوسطين بين أهل الطاعة وأهل المعصية، وذكر حال أصحاب الشمال، والغرقى في بحر الهلاك، وبرهان البعث من ابتداء الخلقة، ودليل الحشر والنشر من الحرث والزرع، وحديث الماء والنار وما في ضمنهما من النعمة والمنة، ومس المصحف وقراءته في حالة الطهارة، وحال المتوفى في ساعة السكرة، وذكر قوم بالبشارة وقوم بالخسارة، والشهادة للحق سبحانه بالكبرياء والعظمةiv بقوله :﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾. ( الواقعة : ٧٤ ) وقوله :﴿ أفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ﴾. ( الواقعة : ٥٨ ). وقوله :﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ﴾. ( الواقعة : ٦٣ ).
بدأ بذكر خلق الإنسان، ثم بما لا غنى له عنه وهو الحَبّ الذي منه قوته وقوّته، ثم الماء الذي منه سوغه وعجنه، ثم النار التي بها نضجه وصلاحهv.
فضل السورة
عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا " vi.

قيام القيامة، وأصناف الناس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ( ١ ) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ( ٢ ) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ( ٣ ) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ( ٤ ) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ( ٥ ) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ( ٦ ) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً ( ٧ ) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ( ٨ ) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ( ٩ ) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ( ١٠ ) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( ١١ ) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( ١٢ ) ﴾
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
وقعت الواقعة : حدثت وقامت القيامة.
ليس لوقعتها كاذبة : لا تكون نفس مكذِّبة لوقوعها يوم القيامة.
التفسير :
١، ٢- ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾.
تفتتح السورة هذا الافتتاح الرهيب الذي يعبر عن هول القيامة، وتسمى الواقعة لتحقق وقوعها لا محالة، كما قال سبحانه وتعالى :﴿ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾. ( الحاقة : ١٥ ).
ومن أسماء القيامة : القارعة، والحاقة، والآزفة، والصاخّة، والساعة، وكلها تتلاقى على أن في هذا اليوم هولا عظيما.
فهي تسمى ( القيامة ) لأن الناس تقوم من القبور للحساب :﴿ يوم يقوم الناس لربّ العالمين ﴾. ( المطففين : ٦ ).
وتسمى ( الحاقة ) لأن مجيئها حق مؤكد.
وتسمى ( الآزفة ) لأن مجيئها قريب آزف.
قال تعالى : ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا. ( الإسراء : ٥١ ).
وقال تعالى : أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ. ( النجم : ٥٧-٥٨ ).
وتسمى ( الصاخة ) لأنها تصخ الآذان بأهوالها، والصاخة نوع من العذاب، أو مقدمة للعذاب، وكذلك القيامة بالنسبة للكافرين.
وفي القيامة أصناف تظل في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، وهناك الآمنون المطمئنون يوم الفزع الأكبر، لا يخافون إذا خاف الناس، بل هم آمنون مطمئنون لفضل الله الكريم، وجزائه العظيم.
وقد حذف الجواب لتذهب النفس في تصوره كل مذهب، أو أن الجواب معروف مما ذكر بعد ذلك، من قوله تعالى : خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ.
والمعنى :
إذا قامت القيامة ووقعت الواقعة الكبرى، فذلك حق لا شك فيه ولا مراء، ولا توجد نفس كاذبة منكرة لها، كما كان ذلك في الدنيا، بل هو اليقين بأن وعد الله قد تحقق وتأيّد.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
خافضة رافعة : خافضة لأقوام، رافعة لآخرين.
التفسير :
٣- خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ.
تخفض أقواما وترفع آخرين، فالكافرون والمجرمون، والعصاة والظالمون، وأهل الباطل والعلو في الأرض بغير الحق، وأمثالهم، يخفض الله أقدارهم، حيث يدخلهم جهنم، فيجدون فيها المذلة والمهانة، وألوان العذاب.
أما المؤمنون والسابقون، والمجاهدون والصالحون، فيرفع الله أقدارهم، ويدخلهم الجنة.
وقيل : خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ. أي : تزلزل الأشياء، وتزيلها من أماكنها، فتنشق السماء، وتتناثر الكواكب، وتسير الجبال فتمرّ في الجو مرّ السحاب، كما قال سبحانه في شأن قوم لوط :﴿ جعلنا عاليها سافلها... ﴾ ( هود : ٨٢ ).
والخلاصة : أن الرفع والخفض إما معنويا وإما حسيا.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
رجت : زلزلت، وحركت تحريكا شديدا، بحيث ينهدم ما فوقها من بناء وجبل.
التفسير :
٤- ﴿ ذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ﴾.
وهذا أيضا يمثل أهوال القيامة، حيث تضطرب الأرض وتتحرك حركة شديدة.
قال تعالى :﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ﴾. ( الزلزلة : ١-٣ ).
ففي يوم القيامة تنشق الأرض، وتخرج ما في جوفها.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
بست : فتّتت تفتيتا شديدا، وصارت كالسويق الملتوت، من قولهم : بسَّ فلان السويق، أي : لته.
التفسير :
١- ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ﴾.
تفتتت الجبال وصارت قطعا متكسرة، ومنه قولهم : بسّ فلان السويق، إذا فتّته ولتّه وهيأه للأكل.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
هباء منبثا : غبارا متفرقا.
التفسير :
٢- ﴿ فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ﴾.
أي : صارت غبارا منتشرا في الجوّ، كالهباء الذي يطير من النار، أو الذي ذرّته الريح وبثته.
وقد ورد في القرآن أن الجبال تُقتلع من أماكنها، وتُسير كالعهن المنفوش، أي الصوف الهش الخفيف الذي هو أقرب إلى الهباء المتناثر.
قال تعالى :﴿ يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا ﴾. ( المزمل : ١٤ ).
وقال عز شأنه : وسيرت الجبال فكانت سرابا. ( النبأ : ٢٠ ).
قال ابن كثير :
وهذه الآية كأخواتها، دالة على زوال الجبال من أماكنها يوم القيامة، وذهابها وتسييرها ونسفها، أي قلعها. أ. ه.
وكل هذه الآيات تصف أهوال القيامة، وتطرق القلوب حتى تلين وتخشع، وتسارع إلى العمل الصالح، الذي يرفع أقدار المتقين، وتتجنب العمل الطالح الذي يخفض أقدار العاصين لرب العالمين.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
أزواجا : أصنافا وأنواعا، أو فرقا.
التفسير :
٣- ﴿ وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً ﴾.
ينقسم الأولون والآخرون إلى ثلاث فرق، أو أصناف أو أزواج متشابهة :
الفرقة الأولى : أهل اليمين : وهم أغلب أهل الجنة، وهم عن يمين عرش الرحمن.
الفرقة الثانية : أهل الشمال : وهم أهل النار.
الفرقة الثالثة : أهل السبق والمسارعة على امتثال أمر الله : وهم أهل الدرجات العلى في الجنة.
قال ميمون بن مهران : اثنان في الجنة، وواحد في النار.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
الميمنة : ناحية اليمين، والمراد : أصحاب المرتبة السنية رفيعة القدر.
التفسير :
ثم فصلهم القرآن فقال :
٤- فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ.
أصحاب اليمين، هل علمت شأنهم وسرورهم وفوزهم ؟ فالاستفهام في قوله : مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ. يراد به التفخيم والتعظيم والتعجيب من حالهم، فهم عن يمين العرش، أو هم من أخذوا كتابهم باليمين، أو هم أهل اليُمن والفوز لأنهم أدوا حق الله عليهم، ففازوا بالجنة والرضوان يوم الفزع الأكبر.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
المشأمة : ناحية الشمال، والمراد : أصحاب النار.
التفسير :
٥- ﴿ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴾.
وأصحاب الشمال الذين أخذوا كتابهم بالشمال، ما أهول عذابهم، وما أقبح مصيرهم، وما أفظع مآلهم.
وجملة : مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ. استفهام يراد به التهويل والتعجيب من ألوان العذاب التي وضعوا أنفسهم فيها.
وقريب من ذلك قوله تعالى : الحاقة*ما الحاقة. ( الحاقة : ١-٢ ). وقوله تعالى : القارعة*ما القارعة. ( القارعة : ١-٢ ).
قال الآلوسي :
والمقصود التفخيم في الأول، والتفظيع في الثاني، وتعجيب السامع من شأن الفريقين في الفخامة والفظاعة، كأنه قيل : فأصحاب الميمنة في غاية حسن الحال، وأصحاب المشأمة في غاية سوء الحال.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
السابقون : هم الذين سبقوا إلى الخيرات في الدنيا.
التفسير :
٦- ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون ﴾.
هذا هو الصنف الثالث من الأصناف الثلاثة، ولعل تأخيرهم في الذكر – مع أنهم أسبق في الفضل – ليتبع ذكرهم بالحديث عن جزائهم.
( أ‌ ) قيل : هم أتباع الرسل الذين سبقوا إلى الإيمان بالله وطاعة رسله بدون تلعثم.
( ب‌ ) وقيل : هم السابقون إلى الهجرة والصلوات والجهاد، أو هم أهل القرآن.
( أ‌ ) وقيل : هم " الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سُئلوا بذلوه، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم "، كما ورد ذلك في وصفهم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
( د ) وقيل : هم المسارعون إلى كل ما دعا الله إليه.
قال ابن كثير :
وهذه الأقوال كلها صحيحة، فإن المراد بالسابقين : هم المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا، كما قال تعالى : وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ. ( آل عمران : ١٣٣ ).
وقال تعالى :﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾. ( الحديد : ٢١ ).
فمن سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير، كان في الآخرة من السابقين على الكرامة، فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان. أ. هvii.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
المفردات :
المقربون : أرباب الحظوة والكرامة عند ربهم.
التفسير :
٧- ﴿ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾.
هؤلاء السابقون هم المقربون إلى الله تعالى، وهم في قربه ومعيته، ورضوانه وفضله ورعايته، أو الذين قُرّبت إلى العرش العظيم درجاتهم.
تمهيد :
تتحدث سورة الواقعة عن القيامة وأهوالها، وتصف ذلك اليوم الرهيب الذي ترج فيه الأرض وتزلزل، وتبسّ الجبال وتصبح ترابا منثورا، هباء منبثا، وينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
أهل اليمين : وهؤلاء أصحاب الجنة، وأهل الشمال : وهؤلاء أصحاب النار، والسابقون : وهم السابقون من كل أمة إلى الصلاة والجهاد وسائر الخيرات، ومن السابقين الأنبياء والصالحون والمجاهدون.
وتبيّن السورة عجائب قدرة الله في خلق الإنسان، وإنبات النبات، وتسيير السحاب ونزول المطر، وتيسير النار للاستفادة بها في الإقامة والأسفار.
وفي آخر السورة نجد قسما بمواقع النجوم، على أن القرآن كلام الله، واستحضار مشاهد الاحتضار، وبلوغ الروح الحلقوم، ثم جزاء أصحاب اليمين بالجنة، وأصحاب الشمال بالنار، والسابقين المقربين بالمنازل العالية في الجنة.
١٢- ﴿ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾.
أي : هم في جنات الخلد يتنعمون فيها، أي أن لهم فضلا ونعيما معنويا يقربهم من الله، وهذه منزلة سامية عليا، ولهم نعيم حسي بتمتعهم بجنات النعيم.
من تفسير ابن كثير
قال ابن أبي حاتم : قالت الملائكة : يا رب جعلت لبني آدم الدنيا، فهم يأكلون ويشربون ويتزوجون، فاجعل لنا الآخرة، فقال : لا أفعل فراجعوا ثلاثا، فقال : لا أجعل من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان، ثم قرأ عبد الله :﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾.
رواه ابن أبي حاتم، عن عبد الله بن عمرو موقوفا.
من التفسير المنير
يكون الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف :
أصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، والسابقون.
أصحاب اليمين : هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة، ويعطون كتبهم بأيمانهم.
وأصحاب المشأمة : هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار، ويعطون كتبهم بشمائلهم.
والسابقون : وهم الأنبياء والمرسلون، والمجاهدون والحكام العدول، الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة، والجهاد والتوبة، والقضاء بالحق، وهم المقربون بين يدي الله تعالىviii.
وهذه القسمة كقوله تعالى :﴿ فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات... ﴾ ( فاطر : ٣٢ ).
صفة نعيم السابقين
﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( ١٣ ) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ( ١٤ ) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ( ١٥ ) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ( ١٦ ) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ( ١٧ ) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ( ١٨ ) لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ ( ١٩ ) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ( ٢٠ ) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ( ٢١ ) وَحُورٌ عِينٌ ( ٢٢ ) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ( ٢٣ ) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٢٤ ) لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا ( ٢٥ ) إِلَّا قِيلاً سَلامًا سَلامًا ( ٢٦ ) ﴾
تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.
المفردات :
ثلة : الثلة الجماعة قلت أو كثرت، وقال الزمخشري : هم أمة من الناس كثيرة.
الأولين : الأمم الماضية قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الأولين من صدر أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
الآخرين : أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أو المتأخرين منهم.
التفسير :
١٣، ١٤- ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾.
إن السابقين المقربين إلى الله هم جماعة كثيرة من السابقين من الأمم، من عهد آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، الذين اتبعوا أنبياءهم واقتربوا منهم، وجاهدوا في سبيل تبليغ دعوتهم، أو الأنبياء ومن سارع إلى تصديقهم والجهاد معهم.
﴿ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾.
أي : المؤمنون السابقون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قليل بالنسبة لمن سبق من الأمم، وذلك لكثرة الأمم التي سبقت أمة الإسلام.
قال تعالى :﴿ وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح... ﴾ ( الإسراء : ١٧ ).
لقد أرسلنا عددا كبيرا من الرسل من بعد نوح، منهم من قصصنا عليك يا محمد، ومنهم من لم نقصص عليك.
وقد رجح الإمام ابن جرير الطبري هذا الرأي، ولكن الإمام ابن كثير رأى أن هذا الرأي ضعيف.
ثم قال ابن كثير :
لأن هذه الأمة الإسلامية هي خير الأمم بنص القرآن، فالقول الراجح أن يكون المراد بقوله تعالى :﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ﴾. أي : من صدر الأمة الإسلامية، والمراد بقوله تعالى : وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ. أي : من هذه الأمة.
روي عن الحسن أنه قرأ هذه الآية :﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾.
فقال : أما السابقون فقد مضوا، ولكن اللهم اجعلنا من أصحاب اليمين.
وعن محمد بن سيرين أنه قال في هذه الآية :﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾. قال : كانوا يقولون أو يرجون أن يكونوا كلهم من هذه الأمة، فهذا قول الحسن وابن سيرين أن الجميع من هذه الأمةix.
وقد ثبت في الصحاح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " x. ( أخرجه الشيخان ).
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة ". وفي لفظ " حتى يأتي أمر الله تعالى وهم كذلك " xi.
ورأى بعض المفسرين أن أول كل أمة خير من آخرها، فيحتمل أن تعم الآية جميع الأمم، كل أمة بحسبها.
وجاء في حاشية الجمل :
وعبارة الخازن : وذلك لأن الذين عاينوا جميع الأنبياء وصدّقوهم من الأمم الماضية، أكثر من الذين عاينوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به. أ. ه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣:صفة نعيم السابقين
﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( ١٣ ) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ( ١٤ ) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ( ١٥ ) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ( ١٦ ) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ( ١٧ ) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ( ١٨ ) لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ ( ١٩ ) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ( ٢٠ ) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ( ٢١ ) وَحُورٌ عِينٌ ( ٢٢ ) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ( ٢٣ ) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ٢٤ ) لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا ( ٢٥ ) إِلَّا قِيلاً سَلامًا سَلامًا ( ٢٦ ) ﴾
تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.

المفردات :

ثلة : الثلة الجماعة قلت أو كثرت، وقال الزمخشري : هم أمة من الناس كثيرة.
الأولين : الأمم الماضية قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الأولين من صدر أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
الآخرين : أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أو المتأخرين منهم.

التفسير :

١٣، ١٤- ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾.
إن السابقين المقربين إلى الله هم جماعة كثيرة من السابقين من الأمم، من عهد آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، الذين اتبعوا أنبياءهم واقتربوا منهم، وجاهدوا في سبيل تبليغ دعوتهم، أو الأنبياء ومن سارع إلى تصديقهم والجهاد معهم.
﴿ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾.
أي : المؤمنون السابقون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قليل بالنسبة لمن سبق من الأمم، وذلك لكثرة الأمم التي سبقت أمة الإسلام.
قال تعالى :﴿ وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح... ﴾ ( الإسراء : ١٧ ).
لقد أرسلنا عددا كبيرا من الرسل من بعد نوح، منهم من قصصنا عليك يا محمد، ومنهم من لم نقصص عليك.
وقد رجح الإمام ابن جرير الطبري هذا الرأي، ولكن الإمام ابن كثير رأى أن هذا الرأي ضعيف.

ثم قال ابن كثير :

لأن هذه الأمة الإسلامية هي خير الأمم بنص القرآن، فالقول الراجح أن يكون المراد بقوله تعالى :﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ﴾. أي : من صدر الأمة الإسلامية، والمراد بقوله تعالى : وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ. أي : من هذه الأمة.
روي عن الحسن أنه قرأ هذه الآية :﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾.
فقال : أما السابقون فقد مضوا، ولكن اللهم اجعلنا من أصحاب اليمين.
وعن محمد بن سيرين أنه قال في هذه الآية :﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾. قال : كانوا يقولون أو يرجون أن يكونوا كلهم من هذه الأمة، فهذا قول الحسن وابن سيرين أن الجميع من هذه الأمةix.
وقد ثبت في الصحاح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " x. ( أخرجه الشيخان ).
وقال صلى الله عليه وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى قيام الساعة ". وفي لفظ " حتى يأتي أمر الله تعالى وهم كذلك " xi.
ورأى بعض المفسرين أن أول كل أمة خير من آخرها، فيحتمل أن تعم الآية جميع الأمم، كل أمة بحسبها.

وجاء في حاشية الجمل :

وعبارة الخازن : وذلك لأن الذين عاينوا جميع الأنبياء وصدّقوهم من الأمم الماضية، أكثر من الذين عاينوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا به. أ. ه.

تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.
المفردات :
موضونة : من الوضن وهو النسج، أي : منسوجة بالذهب بإحكام.
التفسير :
١٥، ١٦- ﴿ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ* مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ﴾.
من نعيم السابقين أنهم يستقرون في الجنة، حال كونهم على أسرّة منسوجة بخيوط الذهب، مشبكة بالدرّ والياقوت والزبرجد، مستقرين على السرر متكئين عليها، متقابلين مواجهة لا يرى بعضهم قفا بعض، فهم في نعيم وسرور، وصفاء وحبور لا يملّون ولا يكسلون، ولا يتخاصمون ولا يتشاحنون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.

المفردات :

موضونة : من الوضن وهو النسج، أي : منسوجة بالذهب بإحكام.

التفسير :

١٥، ١٦- ﴿ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ* مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ﴾.
من نعيم السابقين أنهم يستقرون في الجنة، حال كونهم على أسرّة منسوجة بخيوط الذهب، مشبكة بالدرّ والياقوت والزبرجد، مستقرين على السرر متكئين عليها، متقابلين مواجهة لا يرى بعضهم قفا بعض، فهم في نعيم وسرور، وصفاء وحبور لا يملّون ولا يكسلون، ولا يتخاصمون ولا يتشاحنون.

تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.
المفردات :
يطوف عليهم : يدور عليهم للخدمة.
الولدان : الصبيان، جمع ولد.
مخلدون : باقون على صفتهم، لا يهرمون كأولاد الدنيا.
أكواب : آنية لا عرى لها ولا خراطيم.
أباريق : واحدها إبريق، وهو إناء له عروة ( مقبض يمسك منه ) وخرطوم.
قال عدي بن الرقاع :
ودَعَوا بالصبوح يوما فجاءت به قينة في يمينها إبريق
كأس من معين : خمر جارية من العيون، والمراد أنها لم تعصر كخمر الدنيا.
لا يصدعون عنها : لا يحصل لهم صداع بسببها، كما يحدث ذلك من خمر الدنيا.
ولا ينزفون : لا تذهب عقولهم بسببها.
التفسير :
١٧، ١٨، ١٩- ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ ﴾.
يطوف على السابقين المقربين من أهل الجنة ولدان يخدمونهم في غضاضة الصبا، لا يشيبون ولا يهرمون، بل هم باقون على طراوة الصّبية، لا يتحولون عن ذلك، وإلا فكل أهل الجنة مخلد لا يموت، تحمل هذه الصبية في يديها أقداحا مستديرة الأفواه، لا آذان لها، ولا عرى ولا خراطيم، وأباريق ذات عرى وخراطيم، ويحملون كؤوسا مترعة من خمر الجنة الجارية من الينابيع والعيون، ولا تعصر عصرا كخمر الدنيا، فهي صافية نقيّة، لا تتصدع رؤوسهم من شربها، ولا يسكرون منها فتذهب عقولهم.
قال ابن عباس : في الخمر أربع خصال : السّكر، والصداع، والقيء، والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنة ونزّهها عن هذه الخصال. أ. ه.
فخمر الجنة لذة بلا ألم ولا سكر، بخلاف شراب الدنيا.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا... لبيان نفي الضرر عن الأجسام ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ يُنْزِفُونَ ﴾. لبيان نفي الضرر عن العقول.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.

المفردات :

يطوف عليهم : يدور عليهم للخدمة.
الولدان : الصبيان، جمع ولد.
مخلدون : باقون على صفتهم، لا يهرمون كأولاد الدنيا.
أكواب : آنية لا عرى لها ولا خراطيم.
أباريق : واحدها إبريق، وهو إناء له عروة ( مقبض يمسك منه ) وخرطوم.

قال عدي بن الرقاع :
ودَعَوا بالصبوح يوما فجاءت به قينة في يمينها إبريق
كأس من معين : خمر جارية من العيون، والمراد أنها لم تعصر كخمر الدنيا.
لا يصدعون عنها : لا يحصل لهم صداع بسببها، كما يحدث ذلك من خمر الدنيا.
ولا ينزفون : لا تذهب عقولهم بسببها.

التفسير :

١٧، ١٨، ١٩- ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ ﴾.
يطوف على السابقين المقربين من أهل الجنة ولدان يخدمونهم في غضاضة الصبا، لا يشيبون ولا يهرمون، بل هم باقون على طراوة الصّبية، لا يتحولون عن ذلك، وإلا فكل أهل الجنة مخلد لا يموت، تحمل هذه الصبية في يديها أقداحا مستديرة الأفواه، لا آذان لها، ولا عرى ولا خراطيم، وأباريق ذات عرى وخراطيم، ويحملون كؤوسا مترعة من خمر الجنة الجارية من الينابيع والعيون، ولا تعصر عصرا كخمر الدنيا، فهي صافية نقيّة، لا تتصدع رؤوسهم من شربها، ولا يسكرون منها فتذهب عقولهم.
قال ابن عباس : في الخمر أربع خصال : السّكر، والصداع، والقيء، والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنة ونزّهها عن هذه الخصال. أ. ه.
فخمر الجنة لذة بلا ألم ولا سكر، بخلاف شراب الدنيا.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا... لبيان نفي الضرر عن الأجسام ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ يُنْزِفُونَ ﴾. لبيان نفي الضرر عن العقول.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.

المفردات :

يطوف عليهم : يدور عليهم للخدمة.
الولدان : الصبيان، جمع ولد.
مخلدون : باقون على صفتهم، لا يهرمون كأولاد الدنيا.
أكواب : آنية لا عرى لها ولا خراطيم.
أباريق : واحدها إبريق، وهو إناء له عروة ( مقبض يمسك منه ) وخرطوم.

قال عدي بن الرقاع :
ودَعَوا بالصبوح يوما فجاءت به قينة في يمينها إبريق
كأس من معين : خمر جارية من العيون، والمراد أنها لم تعصر كخمر الدنيا.
لا يصدعون عنها : لا يحصل لهم صداع بسببها، كما يحدث ذلك من خمر الدنيا.
ولا ينزفون : لا تذهب عقولهم بسببها.

التفسير :

١٧، ١٨، ١٩- ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنْزِفُونَ ﴾.
يطوف على السابقين المقربين من أهل الجنة ولدان يخدمونهم في غضاضة الصبا، لا يشيبون ولا يهرمون، بل هم باقون على طراوة الصّبية، لا يتحولون عن ذلك، وإلا فكل أهل الجنة مخلد لا يموت، تحمل هذه الصبية في يديها أقداحا مستديرة الأفواه، لا آذان لها، ولا عرى ولا خراطيم، وأباريق ذات عرى وخراطيم، ويحملون كؤوسا مترعة من خمر الجنة الجارية من الينابيع والعيون، ولا تعصر عصرا كخمر الدنيا، فهي صافية نقيّة، لا تتصدع رؤوسهم من شربها، ولا يسكرون منها فتذهب عقولهم.
قال ابن عباس : في الخمر أربع خصال : السّكر، والصداع، والقيء، والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنة ونزّهها عن هذه الخصال. أ. ه.
فخمر الجنة لذة بلا ألم ولا سكر، بخلاف شراب الدنيا.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا... لبيان نفي الضرر عن الأجسام ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ يُنْزِفُونَ ﴾. لبيان نفي الضرر عن العقول.

تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.
التفسير :
٢٠، ٢١- ﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾.
يجدون في الجنة طائفة من الفواكه، يتخيرون منها ما يُعجبهم أو ما يفضّلونه عن غيره، فهم يختارون ويتخيرون أحسن الفواكه.
قال ابن كثير :
وفيه دليل على جواز تخير الفاكهة في الدنيا وانتقاء الأنسب.
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ. يجدون في الجنة لحوم الطير التي يشتهونها، وهذا التقديم من الولدان المخلدين لمزيد التكريم للسابقين المقربين، وإلا فقد جاء في الأحاديث والآثار أن فاكهة الجنة ينالها القائم والقاعد والنائم، وأن الغصون تقترب من أهل الجنة ليقطفوا منها ما يشاءون، قال تعالى :﴿ قطوفها دانية ﴾. ( الحاقة : ٢٣ ). والرجل من أهل الجنة إذا اشتهى الطير وقع الطير أمامه مشويّا، والتقديم لمزيد من التكريم.
وتقديم الفاكهة على اللحم لأن أكلهم للتفكّه والتلذذ، لا للجوع كحال أهل الدنيا، فإن حاجة الجائع في الدنيا إلى اللحم أشد من حاجته إلى الفاكهة.
قال في التفسير المنير : والحكمة في تقديم الفاكهة على اللحم أنها ألطف، وأسرع انحدارا، وأيسر هضما، وأصح طِبّا، وأكثر تحريكا لشهوة الأكل، وتهيئة النفس للطعام. أ. ه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.

التفسير :

٢٠، ٢١- ﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾.
يجدون في الجنة طائفة من الفواكه، يتخيرون منها ما يُعجبهم أو ما يفضّلونه عن غيره، فهم يختارون ويتخيرون أحسن الفواكه.

قال ابن كثير :

وفيه دليل على جواز تخير الفاكهة في الدنيا وانتقاء الأنسب.
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ. يجدون في الجنة لحوم الطير التي يشتهونها، وهذا التقديم من الولدان المخلدين لمزيد التكريم للسابقين المقربين، وإلا فقد جاء في الأحاديث والآثار أن فاكهة الجنة ينالها القائم والقاعد والنائم، وأن الغصون تقترب من أهل الجنة ليقطفوا منها ما يشاءون، قال تعالى :﴿ قطوفها دانية ﴾. ( الحاقة : ٢٣ ). والرجل من أهل الجنة إذا اشتهى الطير وقع الطير أمامه مشويّا، والتقديم لمزيد من التكريم.
وتقديم الفاكهة على اللحم لأن أكلهم للتفكّه والتلذذ، لا للجوع كحال أهل الدنيا، فإن حاجة الجائع في الدنيا إلى اللحم أشد من حاجته إلى الفاكهة.
قال في التفسير المنير : والحكمة في تقديم الفاكهة على اللحم أنها ألطف، وأسرع انحدارا، وأيسر هضما، وأصح طِبّا، وأكثر تحريكا لشهوة الأكل، وتهيئة النفس للطعام. أ. ه.

تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.
المفردات :
وحور عين : ونساء بيض، واسعات الأعين حسانها.
اللؤلؤ المكنون : اللؤلؤ المستور المصون في صدفه.
التفسير :
٢٢، ٢٣، ٢٤ - ﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
ولهم في الجنة حور. بيض. عِين. مع شدة سواد العين وشدة بياضها، وواسعات الأعين حسانها، مثل أنواع اللآلئ المكنونة المحفوظة في صدفتها للمحافظة على صفاء لونها، وبهجتها وبياضها.
قال تعالى في آية أخرى :﴿ كأنهن بيض مكنون ﴾. ( الصافات : ٤٩ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢:تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.

المفردات :

وحور عين : ونساء بيض، واسعات الأعين حسانها.
اللؤلؤ المكنون : اللؤلؤ المستور المصون في صدفه.

التفسير :

٢٢، ٢٣، ٢٤ - ﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
ولهم في الجنة حور. بيض. عِين. مع شدة سواد العين وشدة بياضها، وواسعات الأعين حسانها، مثل أنواع اللآلئ المكنونة المحفوظة في صدفتها للمحافظة على صفاء لونها، وبهجتها وبياضها.
قال تعالى في آية أخرى :﴿ كأنهن بيض مكنون ﴾. ( الصافات : ٤٩ ).

تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.
﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
إن هذا النعيم المعنوي الذي يتحقق بقربهم من ربهم، والنعيم الحسي الذي يتحقق بالنعيم في الجنة والأسرّة والولدان، والأكواب والأباريق والخمر، والفاكهة ولحم الطير، والحور العين المحفوظة لهم، هذا النعيم المتنوع في التكريم هو الجزاء الحسن على أعمال صالحة قدموها في الدنيا، كما قال تعالى :﴿ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ﴾. ( الرحمن : ٦٠ ).
تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.
المفردات :
لغوا : فاحشا أو ساقطا من القول.
تأثيما : حديثا قبيحا يأثم قائله.
التفسير :
٢٥، ٢٦- ﴿ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلاً سَلامًا سَلامًا ﴾.
إنهم يعيشون في وسط اجتماعي نظيف، فليس في أحاديث أهل الجنة، لغو. باطل. ولا تأثيم. ولا أحاديث تؤدي إلى ارتكاب الإثم والكذب، هم ذاكرون لله تمتعا وأنسا به، ليس في أحاديثهم ما لا فائدة فيه من اللغو، وليس في أحاديثهم الكذب أو الغيبة أو النميمة أو أي باطل من الكلام.
تمهيد :
تتحدث الآيات عن النعيم الذي يتمتع به السابقون، وأهم نعيم هو القرب من الله جل جلاله، وتفصيل ذلك فيما أعده لهم في الجنة من الأسرّة والولدان والطعام والشراب والنساء، والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم، مع إفشاء السلام بينهم.
﴿ إِلَّا قِيلاً سَلامًا سَلامًا ﴾.
أي : إلا أنهم يسلمون على بعض، أو يردّون السلام على الآخرين، فالملائكة تسلّم عليهم، والله تعالى يحييهم بالسلام، وهم يحيون بعضهم بالسلام، فأنعم بها من حياة، فيها السلام والأمان، والتحية والإكرام.
قال تعالى :﴿ تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعدَّ لهم أجرا كريما ﴾. ( الأحزاب : ٤٤ ).
وقال سبحانه وتعالى :﴿ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب*سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴾. ( الرعد : ٢٣، ٢٤ ).
اللهم اجعلنا مع السابقين المقرّبين، واجعلنا معهم في عليين، اللهم الطف بنا واهدنا وأرضنا وأغننا ووفقنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم عافنا واعف عنا، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى في الجنة، تفضلا منك ونعمة، وعطفا منك وفضلا، فإنك أنت الغفور الرحيم، المليك المقتدر، آمين.
أصحاب اليمين
﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ( ٢٧ ) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ( ٢٨ ) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ( ٢٩ ) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ( ٣٠ ) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ( ٣١ ) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ( ٣٢ ) لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ( ٣٣ ) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ( ٣٤ ) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ( ٣٥ ) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ( ٣٦ ) عُرُبًا أَتْرَابًا ( ٣٧ ) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ( ٣٨ ) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( ٣٩ ) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ( ٤٠ ) ﴾
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
التفسير :
٢٧- ﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِين ﴾.
يبدأ الحديث هنا عن أصحاب اليمين، وهم من أهل الجنة ممن يأخذون كتابهم باليمين، ومع ذلك فما أعظم حالهم، وما أكرم مآلهم، والاستفهام للتهويل والتخويف والتفخيم.
والمعنى : وأصحاب اليمين لا يعلم أحد جزاءهم ولا ثوابهم، إنه شيء عظيم.
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
المفردات :
السدر : شجر النبق.
مخضود : خضد شوكه، أي قطع.
التفسير :
٢٨- ﴿ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ﴾.
وهو النبق الذي لا شوك فيه.
٢٣- روي أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله، لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية، وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها، قال : " وما هي " ؟، قال : السِّدر، فإن له شوكا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس الله يقول : فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ. خضد الله شوكه، فجعل مكان كل شوكة ثمرة ".
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
المفردات :
الطلح : شجر الموز.
منضود : مرصوص بعضه فوق بعض، فليست له سوق بارزة.
التفسير :
٢٩- ﴿ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ﴾.
وشجر موز نُضِّد حمله من أسفله إلى أعلاه، أي متراكب، قد رُصّ بعضه فوق بعض، ليست له ساق بارزة.
قال تعالى :﴿ والنخل باسقات لها طلع نضيد ﴾. ( ق : ١٠ ).
أي : منظم مرصوص بعضه فوق بعض.
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
المفردات :
وظل ممدود : وظل ممتد دائم، لا يتقلص ولا يتفاوت.
التفسير :
٢٦- ﴿ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾.
أهل الجنة في ظل دائم ممتد، لا يتقلص ولا يتفاوت ولا يذهب، كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس، وظاهر الآثار أنه ظل أشجار الجنة الممتد مسافات بعيدة.
أخرج الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، وذلك الظلّ الممدود ".
قال ابن مسعود : الجنة سجسج، ( أي : لا حر ولا برد )، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
وقال فخر الدين الرازي في التفسير الكبير :
ومعنى : مَمْدُودٍ. أي : لا زوال له، فهو دائم.
قال تعالى :﴿ أكلها دائم وظلها... ﴾ ( الرعد : ٣٥ ). أي : وظلها دائم، والظل ليس ظل الأشجار، بل ظل يخلقه الله تعالى. أ. ه.
قال تعالى :﴿ وندخلهم ظلا ظليلا ﴾. ( النساء : ٥٧ ).
وقال تعالى :﴿ في ظلال وعيون ﴾. ( المرسلات : ٤١ ). إلى غير ذلك من الآيات.
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
المفردات :
مسكوب : يسكب لهم كما يشاءون، بلا نصب ولا تعب.
التفسير :
٣١- ﴿ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ﴾.
ماء يجري حيث شاءوا، لا يحتاج إلى نهر يجري فيه، ولا أخدود يمنعه، بل هو يجري بالقدرة الإلهية حتى تقرَّ به عيون أهل الجنة.
قال القرطبي :
كانت العرب أصحاب بادية، والأنهار في بلادهم عزيزة، لا يصلون إلى الماء إلا بالدلو والرشاء، فوُعدوا في الجنة بأسباب النزهة، وهي الأشجار وظلالها، والمياه والأنهار وجريانها. أ. ه.
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
التفسير :
٣٢، ٣٣- ﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ﴾.
فاكهة كثيرة متنوعة، لا تنقطع عنهم أبدا، كما تنقطع فاكهة الصيف في الشتاء.
وَلاَ مَمْنُوعَةٍ. لا يحتاج المؤمن إلى دفع ثمن لها، أو لا يُمنع منها بشوك ولا بُعد ولا حائط، بل إذا اشتهاها العبد دنت منه حتى يأخذها.
قال تعالى :﴿ وذللت قطوفها تذليلا ﴾. ( الإنسان : ١٤ ).
قال ابن كثير في تفسير الآيتين ما يأتي :
﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ﴾.
أي : وعندهم من الفواكه الكثيرة المتنوعة في الألوان، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، كما قال تعالى :﴿ كُلّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثمرةٍ رِزْقًا قالُوا هذا الّذِي رُزِقْنا مِنْ قبْلُ وأُتُوا بِهِ مُتشابِهًا... ﴾ ( البقرة : ٢٥ ).
أي : يشبه الشكل الشكل، ولكن الطعم غير الطعم
وفي الصحيحين في ذكر سدرة المنتهى : " فإذا ورقها كآذان الفيلة، ونبقها مثل قلال هجر "
﴿ لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ﴾.
أي : لا تنقطع شتاء ولا صيفا، بل أُكلُها دائم مستمر أبدا، مهما طلبوا وجدوا، لا يمتنع عليهم بقدرة الله شيء.
وقال قتادة : لا يمنعهم من تناولها عود ولا شوك ولا بُعد، وفي الحديث : " إذا تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى " ( أخرجه الطبراني ). ١ه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.

التفسير :

٣٢، ٣٣- ﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ﴾.
فاكهة كثيرة متنوعة، لا تنقطع عنهم أبدا، كما تنقطع فاكهة الصيف في الشتاء.
وَلاَ مَمْنُوعَةٍ. لا يحتاج المؤمن إلى دفع ثمن لها، أو لا يُمنع منها بشوك ولا بُعد ولا حائط، بل إذا اشتهاها العبد دنت منه حتى يأخذها.
قال تعالى :﴿ وذللت قطوفها تذليلا ﴾. ( الإنسان : ١٤ ).
قال ابن كثير في تفسير الآيتين ما يأتي :
﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ﴾.
أي : وعندهم من الفواكه الكثيرة المتنوعة في الألوان، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، كما قال تعالى :﴿ كُلّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثمرةٍ رِزْقًا قالُوا هذا الّذِي رُزِقْنا مِنْ قبْلُ وأُتُوا بِهِ مُتشابِهًا... ﴾ ( البقرة : ٢٥ ).
أي : يشبه الشكل الشكل، ولكن الطعم غير الطعم
وفي الصحيحين في ذكر سدرة المنتهى :" فإذا ورقها كآذان الفيلة، ونبقها مثل قلال هجر "
﴿ لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ ﴾.
أي : لا تنقطع شتاء ولا صيفا، بل أُكلُها دائم مستمر أبدا، مهما طلبوا وجدوا، لا يمتنع عليهم بقدرة الله شيء.
وقال قتادة : لا يمنعهم من تناولها عود ولا شوك ولا بُعد، وفي الحديث :" إذا تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى " ( أخرجه الطبراني ). ١ه.

تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
المفردات :
فرش : واحدها فراش، كسرج وسراج.
مرفوعة : عالية منضدة.
التفسير :
٣٤- ﴿ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ﴾.
أي : فراش نضر ناعم مرفوع فوق أسرّة، أو فرش رفيعة القدر، على أن رفعها معنوي بمعنى شرفها.
وقال أبو عبيدة : المراد بالفُرش النساء، لأن المرأة يكنى عنها بالفراش، كما يكنى عنها باللباس، ورفعهن في الأقدار والمنزلة، وقيل على الأرائك.
وأخرج النسائي، والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ارتفاعها كما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام " xii.
قال الآلوسي : ولا تستبعد هذا من حيث العروج والنزول، فالعالم عالم آخر، فوق طور عقلك. أ. ه. " تنخفض للمؤمن إذا أراد الجلوس عليها، ثم ترتفع به، والله على كل شيء قدير " xiii
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
التفسير :
٣٥- ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ﴾.
أعدنا إنشاءهن من غير ولادة، وفي الحديث الشريف : " إن المنشآت اللاتي كنّ في الدنيا عجائز عمشا رُمْصا، خلقهن الله بعد الكبر، فجعلهن عذارى عربا، متعشقات محبّبات، أترابا على ميلاد واحد " ( رواه الطبراني ).
قال في التسهيل : ومعنى إنشاء النساء، أن الله تعالى يخلقهن في الجنة خلقا آخر في غاية الحسن، بخلاف الدنيا، فالعجوز ترجع شابة، والقبيحة ترجع جميلة. أ. ه.
وقال ابن عباس : يعني الآدميات العجائز الشمط، خلقهن الله بعد الكبر والهرم خلقا آخر.
وقال أبو حيان : الظاهر أن الإنشاء هو الاختراع الذي لم يُسبق بخلق، ويكون ذلك مخصوصا بالحور العين.
فالمعنى : إنا ابتدأناهن ابتداء جديدا من غير ولادة ولا خلق أول.
والخلاصة : أن لعلماء التفسير رأيين في معنى : إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً.
الأول : هنّ نساء الدنيا، يعيد الله إليهن الشباب والجمال والنضارة.
الثاني : هن اللائي ابتدئ إنشاؤهن، وهن الحور العين.
وقد أورد الحافظ ابن كثير طائفة كثيرة من الأحاديث النبوية الشريفة عند تفسير قوله تعالى :﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ﴾.
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
التفسير :
٣٦- ﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴾.
فجعلناهن عذارى، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا.
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
المفردات :
عربا : واحدتهن عروب كصبور، وهي حسنة التودد لزوجها.
أترابا : متساويات في السّن.
التفسير :
٣٧- ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾.
عُرُبا : جمع عروب وهي المتحببة لزوجها، العاشقة له.
قال مجاهد : هن العاشقات لأزواجهن، المتحببات لهم، اللواتي يشتهين أزواجهن.
أترابا : أي مستويات في السن مع أزواجهن، في سن ثلاث وثلاثين سنة.
أخرج الترمذي، عن معاذ مرفوعا : " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا، مكحلين، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين ". والمراد بذلك تمام الشباب وكماله.
٣٦- وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى :﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا* عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾.
فقال : " يا أم سلمة، هن اللواتي قُبضن في الدنيا عجائز، شمطا، عمشا، رمصا، جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء ". أخرجه الترمذي عن أنس مرفوعا.
وأخرج الترمذي في الشمائل أن امرأة عجوزا جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت : يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال : " يا أم فلان، إن الجنة لا تدخلها عجوز "، فولّت تبكي، فقال : " أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، فإن الله تعالى يقول :﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴾.
وقيل : أترابا : أي : مستويات في حسن الخُلق، وكريم الطباع، لا تباغض بينهن ولا تحاسد، يألفن ويُؤلفن.
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
٣٨- ﴿ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾.
أي : أنشأنا هؤلاء النساء الأبكار لأصحاب اليمين، ليستمتعوا بهن في الجنة.
تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
المفردات :
ثلة من الأولين : جماعة كثيرة من سابقي هذه الأمة.
وثلة من الآخرين : وجماعة كثيرة من متأخريها.
التفسير :
٣٩، ٤٠- ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾.
أي : أصحاب اليمين جماعة كبيرة من الأمم السابقة، وجماعة كبيرة من المتأخرين، من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل : المراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى : جماعة من الأولين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجماعة من الآخرين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هم جميعا من أمتي ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:تمهيد :
لما بيّن الله حال السابقين المقربين، وأنواع نعيمهم، شرع في بيان أصحاب اليمين، وعدّد أوصاف نعيمهم، من فواكه وظلال ومياه وفُرش، ونساء حسان عذارى في سن واحدة.

المفردات :

ثلة من الأولين : جماعة كثيرة من سابقي هذه الأمة.
وثلة من الآخرين : وجماعة كثيرة من متأخريها.

التفسير :

٣٩، ٤٠- ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ ﴾.
أي : أصحاب اليمين جماعة كبيرة من الأمم السابقة، وجماعة كبيرة من المتأخرين، من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل : المراد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى : جماعة من الأولين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجماعة من الآخرين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أخرج ابن جرير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هم جميعا من أمتي ".

عذاب أصحاب الشمال
﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ( ٤١ ) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ( ٤٢ ) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ( ٤٣ ) لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ ( ٤٤ ) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ( ٤٥ ) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ( ٤٦ ) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ( ٤٧ ) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ( ٤٨ ) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ ( ٤٩ ) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ( ٥٠ ) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ( ٥١ ) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ ( ٥٢ ) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ( ٥٣ ) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ( ٥٤ ) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ( ٥٥ ) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ( ٥٦ ) ﴾
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
٤١التفسير :
- ﴿ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴾.
أصحاب الشمال هم الذين يأخذون كتابهم بشمالهم.
مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ.
وهذا الاستفهام للتهويل، أي : هم في حال لا يستطاع وصفها، ولا يقدَّر قدرها، من نكال ووبال وسوء منقلب.
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
السموم : حر نار ينفذ في المسام.
الحميم : الماء الشديد الحرارة.
التفسير :
٤٢- ﴿ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴾.
السموم : ريح حارة تدخل في المسام، فتمرض أو تقتل.
قال الرازي :
والأولى أن يقال : هي هواء متعفن يتحرك من جانب إلى جانب، فإذا استنشق الإنسان منه، يفسد قلبه بسبب العفونة ويقتله.
وحميم : ماء متناه في الحرارة، قال تعالى : وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم. ( محمد : ١٥ ).
يحموم : دخان حار شديد السّواد.
لا بارد : لا هو بارد كسائر الظلال.
ولا كريم : ولا دافع أذى الحرّ لمن يأوي إليه، بل هو حار ضار.
مترفين : منعمين مقبلين على لذات أنفسهم، لا يلوون على شيء مما جاء به الرسل.
يصرون : يقيمون ولا يقلعون.
الحنث العظيم : الذنب الكبير، وهو الشرك بالله، وجعل الأوثان والأنداد أربابا من دون الله.
الميقات : ما وقّت به الشيء، والمراد به يوم القيامة، وسمي به لأنه وقّت به الدنيا.
شجر الزقوم : شجر ينبت في أصل الجحيم، كريه المنظر والرائحة.
الهيم : الإبل العطاش التي لا تُروى لداء يصيبها، فتشرب حتى تموت، أو تسقم سقما شديدا.
النزل : ما يقدّم للضيف إذا نزل تكرمة له.
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
يحموم : دخان حار شديد السّواد.
التفسير :
٤٣- ﴿ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ﴾.
ظل حار خانق من، يحموم. دخان شديد السواد.
قال تعالى :﴿ انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون* انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَت صُفْرٌ ﴾ ( المرسلات : ٢٩-٣٣ )
لقد كان أصحاب اليمين في ظل ممدود.
أما أصحاب الشمال فإنهم في ظل خانق لافح حار، وهو ظل على سبيل المجاز.
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
لا بارد : لا هو بارد كسائر الظلال.
ولا كريم : ولا دافع أذى الحرّ لمن يأوي إليه، بل هو حار ضار.
التفسير :
٤٤- ﴿ لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ ﴾.
فالهواء شواظ ساخن ينفذ إلى المسام.
وَلاَ كَرِيمٍ. لا خير فيه.
قال ابن جرير : العرب تتبع هذه اللفظة ( الكريم ) في النفي، فيقولون : هذا الطعام ليس بطيب ولا كريم، وهذا اللحم ليس بسمين ولا كريم، وهذه الدار ليست بواسعة ولا كريمة.
والخلاصة :
إن السموم تضربهم فيعطشون، وتلتهم تارة أحشاءهم فيشربون الماء فيقطّع أمعاءهم، ويريدون الاستظلال بظل فيكون ظل اليحموم.
أي أنهم في معاناة دائمة، فإذا كان الهواء والماء والظل – وهي أبرد الأشياء وألطفها – حارة لافحة مفزعة لهم، فما بالك بحالهم مع حرارة النار ولهيبها.
اللهم إنا نعوذ بك من النار، ومن عذاب النار، ونسألك أن تدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
مترفين : منعمين مقبلين على لذات أنفسهم، لا يلوون على شيء مما جاء به الرسل.
التفسير :
ثم ذكر القرآن سبب معاناتهم فقال :
٤٥- ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ﴾.
متنعمين في الدنيا بألوان النعيم، حتى بَشِموا من الشهوات، وأذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا، واستمتعوا بما يحل وما لا يحلّ، ولم يقفوا عند حدّ، ثم إنهم لم يشكروا نعمة ربهم عليهم، ولم يفكروا فيما جاءت به الرسل، بل رفضوه أول وهلة، خشية أن يفرض عليهم ترك الخمر والزنا، ويوجب عليهم الصلاة والزكاة.
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
يصرون : يقيمون ولا يقلعون.
الحنث العظيم : الذنب الكبير، وهو الشرك بالله، وجعل الأوثان والأنداد أربابا من دون الله.
التفسير :
٤٦- ﴿ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ﴾.
أي : القسم بأنه لا بعث ولا حشر، ولا قيامة ولا حساب ولا جزاء، أو يُصرون على الكفر بالله وتكذيب الرسل، وهو مخالف لعهد الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
قال تعالى :﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت... ﴾ ( النحل : ٣٨ ).
وهم حانثون كاذبون في ذلك القسم، الذي ينكرون فيه البعث والحساب.
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
التفسير :
٤٧- ﴿ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾.
إنهم يستبعدون البعث بعد الموت، ويذكرون أنهم سيصيرون رفاتا وعظاما وترابا، وما أبعد هذه الأشياء عن الحياة.
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
٤٨- ﴿ أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ﴾.
عطف على الآية السابقة.
والمعنى :
أو يبعث أيضا آباؤنا الأقدمون الذين طال عليهم العهد، وأصبحوا رميما باليا أبعد شيء عن الحياة، أيبعثون مرة أخرى ؟ يقولون ذلك زيادة في استبعاد البعث، خاصة الآباء الذين طال عهدهم بالموت والبلى.
تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
المفردات :
الميقات : ما وقّت به الشيء، والمراد به يوم القيامة، وسمي به لأنه وقّت به الدنيا.
التفسير :
٤٩، ٥٠- ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾.
أي : ردّ عليهم يا محمد وقل لهم مؤكدا، إن الأولين السابقين من آبائكم، والآخرين وهم أنتم ومن معكم، ستبعثون جميعا، وتجمعون جميعا يوم القيامة الذي وقّت الله أجله، وعلم وقته.
قال تعالى :﴿ فإما هي زجرة واحدة*فإذا هم بالساهرة ﴾. ( النازعات : ١٣، ١٤ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٩:تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.

المفردات :


المفردات :

الميقات : ما وقّت به الشيء، والمراد به يوم القيامة، وسمي به لأنه وقّت به الدنيا.

التفسير :

٤٩، ٥٠- ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾.
أي : ردّ عليهم يا محمد وقل لهم مؤكدا، إن الأولين السابقين من آبائكم، والآخرين وهم أنتم ومن معكم، ستبعثون جميعا، وتجمعون جميعا يوم القيامة الذي وقّت الله أجله، وعلم وقته.
قال تعالى :﴿ فإما هي زجرة واحدة*فإذا هم بالساهرة ﴾. ( النازعات : ١٣، ١٤ ).

تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
شجر الزقوم : شجر ينبت في أصل الجحيم، كريه المنظر والرائحة.
التفسير :
٥١، ٥٢، ٥٣- ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴾.
ثم إنكم أيها الضالون عن الهداية والإيمان بالله ورسله، المكذبون بالبعث والجزاء، لداخلون في جهنم، فإذا اشتد جوعكم فيجب أن تأكلوا من شجر بشع مؤلم، لأنه كريه المنظر كريه الطعم ويجب أن تملئوا بطونكم منه زيادة في عذابكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥١:تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.

المفردات :

شجر الزقوم : شجر ينبت في أصل الجحيم، كريه المنظر والرائحة.

التفسير :

٥١، ٥٢، ٥٣- ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴾.
ثم إنكم أيها الضالون عن الهداية والإيمان بالله ورسله، المكذبون بالبعث والجزاء، لداخلون في جهنم، فإذا اشتد جوعكم فيجب أن تأكلوا من شجر بشع مؤلم، لأنه كريه المنظر كريه الطعم ويجب أن تملئوا بطونكم منه زيادة في عذابكم.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥١:تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.

المفردات :

شجر الزقوم : شجر ينبت في أصل الجحيم، كريه المنظر والرائحة.

التفسير :

٥١، ٥٢، ٥٣- ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴾.
ثم إنكم أيها الضالون عن الهداية والإيمان بالله ورسله، المكذبون بالبعث والجزاء، لداخلون في جهنم، فإذا اشتد جوعكم فيجب أن تأكلوا من شجر بشع مؤلم، لأنه كريه المنظر كريه الطعم ويجب أن تملئوا بطونكم منه زيادة في عذابكم.

تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
الهيم : الإبل العطاش التي لا تُروى لداء يصيبها، فتشرب حتى تموت، أو تسقم سقما شديدا.
التفسير :
٥٤، ٥٥- ﴿ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴾.
قال الزمخشري :
والمعنى : إنه يسلط عليهم من الجوع ما يضطرهم إلى أكل الزقوم، فإذا أكلوا وملئوا البطون سلّط عليهم من العطش ما يضطرهم إلى شرب الحميم، فيشربونه شرب الهيم. أه.
والهيم : الإبل العطاش، أو المريضة التي لا تروى بشرب الماء، أي : فلا يكون شربكم شربا معتادا، بل شرب الهيم.
قال ابن عباس : الهيم : الإبل العطاش الظّماء.
وقال السدي : الهيم : داء يأخذ الإبل فلا تروى أبدا حتى تموت، فكذلك أهل جهنم لا يروون من الحميم أبدا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٤:تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.

المفردات :

الهيم : الإبل العطاش التي لا تُروى لداء يصيبها، فتشرب حتى تموت، أو تسقم سقما شديدا.

التفسير :

٥٤، ٥٥- ﴿ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴾.

قال الزمخشري :

والمعنى : إنه يسلط عليهم من الجوع ما يضطرهم إلى أكل الزقوم، فإذا أكلوا وملئوا البطون سلّط عليهم من العطش ما يضطرهم إلى شرب الحميم، فيشربونه شرب الهيم. أه.
والهيم : الإبل العطاش، أو المريضة التي لا تروى بشرب الماء، أي : فلا يكون شربكم شربا معتادا، بل شرب الهيم.
قال ابن عباس : الهيم : الإبل العطاش الظّماء.
وقال السدي : الهيم : داء يأخذ الإبل فلا تروى أبدا حتى تموت، فكذلك أهل جهنم لا يروون من الحميم أبدا.

تمهيد :
قسّمت السورة الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أقسام، وتحدثت عن السابقين، وعن أصحاب اليمين، وهنا تتحدث عن الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال، وتذكر أنواع العذاب الذي يلقونه.
المفردات :
النزل : ما يقدّم للضيف إذا نزل تكرمة له.
التفسير :
٥٦- ﴿ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴾.
هذا الذي ذكرنا هو ضيافتهم عند ربهم يوم القيامة، فإذا كان هذا نزلهم – وهو ماء يقدم للنازل مما حضر – فما ظنك بما ينالهم بعد دخولهم النار، وجعل ألوان العذاب الشديد نزلا – أي : ما يكرّم به النازل – فيه من التهكم ما لا يخفى.
ونظير ذلك قول الشاعر :
وكنّا إذا الجبار بالجيش ضافنا جعلنا القنا والمرهفات له نزلا
وجاء في مختصر تفسير ابن كثير ما يأتي :
﴿ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴾.
أي : هذا وصفنا هو ضيافتهم عند ربهم يوم حسابهم، كما قال تعالى في حق المؤمنين :﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ﴾. ( الكهف : ١٠٧ ).
أي : ضيافة وكرامة.
***
قدرة الله
﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ ( ٥٧ ) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ( ٥٨ ) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ( ٥٩ ) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ( ٦٠ ) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ ( ٦١ ) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ( ٦٢ ) ﴾
التفسير :
٥٧- ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ ﴾.
نحن خلقناكم أيها الناس من العدم، فهلا تصدّقون بالبعث، فإن من قدر على البدء قادر على الإعادة.
قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾. ( المؤمنون : ١٢-١٦ ).
أو خلقنا آدم من تراب ثم جعلناه بشرا سويا، فهلا صدقتم أن من أوجدكم من العدم قادر على إعادتكم.
قال تعالى :﴿ وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه... ﴾ ( الروم : ٢٧ ).
المفردات :
أفرأيتم : أخبروني.
تمنون : أمنى أي أراق، والمراد هنا : وضع النطفة في الرحم.
التفسير :
٥٨، ٥٩- ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾.
أي : أخبروني عن المنيّ الذي تضعونه في أرحام النساء، هل أنتم تخلقونه وتنقلونه من نطفة إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى عظام، وتكسون العظام لحما وتنفخون فيه الروح، أم نحن الذين أبدعنا خلق الإنسان، بعد مراحل يمرّ فيها الجنين في بطن أمه ؟
وإذا لم تخلقوا ولم توجدوا فاعترفوا بقدرتنا على البدء والإعادة.
" إن دور البشر في أمر هذا الخلق لا يزيد على أن يودع الرجل ما يمنى رحم المرأة، ثم ينقطع عمله وعملها، وتأخذ يد القدرة في العمل وحدها، في هذا الماء المهين، تعمل وحدها في خلقه وتنميته وبناء هيكله ونفخ الروح فيه " xiv
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٨:المفردات :
أفرأيتم : أخبروني.
تمنون : أمنى أي أراق، والمراد هنا : وضع النطفة في الرحم.

التفسير :

٥٨، ٥٩- ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾.
أي : أخبروني عن المنيّ الذي تضعونه في أرحام النساء، هل أنتم تخلقونه وتنقلونه من نطفة إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى عظام، وتكسون العظام لحما وتنفخون فيه الروح، أم نحن الذين أبدعنا خلق الإنسان، بعد مراحل يمرّ فيها الجنين في بطن أمه ؟
وإذا لم تخلقوا ولم توجدوا فاعترفوا بقدرتنا على البدء والإعادة.
" إن دور البشر في أمر هذا الخلق لا يزيد على أن يودع الرجل ما يمنى رحم المرأة، ثم ينقطع عمله وعملها، وتأخذ يد القدرة في العمل وحدها، في هذا الماء المهين، تعمل وحدها في خلقه وتنميته وبناء هيكله ونفخ الروح فيه " xiv

المفردات :
قدرنا بينكم الموت : قضينا به بينكم، وكتبناه عليكم.
وما نحن بمسبوقين : وما نحن بعاجزين ولا مغلوبين.
على أن نبدل أمثالكم : نأتي بخلق مثلكم ( فتح القدير ).
وننشئكم فيما لا تعلمون : وننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا، فيجمَّل المؤمن ببياض وجهه، ويقبح الكافر بسواد وجهه.
التفسير :
٦٠، ٦١- ﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾.
حكمنا بالموت على كل إنسان من أهل السماوات والأرض، وقد ساوى الله بين أهل السماوات والأرض، سواء في ذلك الشريف والوضيع، والأمير والصعلوك.
قال تعالى :﴿ كل نفس ذائقة الموت... ﴾ ( آل عمران : ١٨٥ ).
وقال عز شأنه :﴿ كل من عليها فان*ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾. ( الرحمن : ٢٦-٢٧ ).
وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ. وما نحن بعاجزين ولا مغلوبين.
عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ. فنذهب بكم، ونأتي بخلق جديد أطوع لله منكم.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيز ﴾ٍ. ( فاطر : ١٥-١٧ ).
قال الزجاج : إن أردنا أن نخلق خلقا غيركم، لم يسبقنا سابق ولا يفوتنا.
﴿ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾.
ولسنا بعاجزين أيضا أن نعيدكم يوم القيامة في خلقة لا تعلمونها، ولا تصل إليها عقولكم، والغرض أن الله قادر على أن يهلكهم، وأن يعيدهم، وأن يبعثهم يوم القيامة، ففي الآية تهديد واحتجاج على البعث.
قال الزمخشري :
المعنى : إنا لقادرون على الأمرين معا، على خلق ما يماثلكم، وما لا يماثلكم، فكيف نعجز عن إعادتكم.
وقال القرطبي :
المعنى : وننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا، فيحشر المؤمن أبيض الوجه، ويحشر الكافر أسود الوجه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٠:المفردات :
قدرنا بينكم الموت : قضينا به بينكم، وكتبناه عليكم.
وما نحن بمسبوقين : وما نحن بعاجزين ولا مغلوبين.
على أن نبدل أمثالكم : نأتي بخلق مثلكم ( فتح القدير ).
وننشئكم فيما لا تعلمون : وننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا، فيجمَّل المؤمن ببياض وجهه، ويقبح الكافر بسواد وجهه.

التفسير :

٦٠، ٦١- ﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾.
حكمنا بالموت على كل إنسان من أهل السماوات والأرض، وقد ساوى الله بين أهل السماوات والأرض، سواء في ذلك الشريف والوضيع، والأمير والصعلوك.
قال تعالى :﴿ كل نفس ذائقة الموت... ﴾ ( آل عمران : ١٨٥ ).
وقال عز شأنه :﴿ كل من عليها فان*ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾. ( الرحمن : ٢٦-٢٧ ).
وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ. وما نحن بعاجزين ولا مغلوبين.
عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ. فنذهب بكم، ونأتي بخلق جديد أطوع لله منكم.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيز ﴾ٍ. ( فاطر : ١٥-١٧ ).
قال الزجاج : إن أردنا أن نخلق خلقا غيركم، لم يسبقنا سابق ولا يفوتنا.
﴿ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾.
ولسنا بعاجزين أيضا أن نعيدكم يوم القيامة في خلقة لا تعلمونها، ولا تصل إليها عقولكم، والغرض أن الله قادر على أن يهلكهم، وأن يعيدهم، وأن يبعثهم يوم القيامة، ففي الآية تهديد واحتجاج على البعث.

قال الزمخشري :

المعنى : إنا لقادرون على الأمرين معا، على خلق ما يماثلكم، وما لا يماثلكم، فكيف نعجز عن إعادتكم.

وقال القرطبي :

المعنى : وننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا، فيحشر المؤمن أبيض الوجه، ويحشر الكافر أسود الوجه.

المفردات :
النشأة الأولى : خلقكم من نطفة، ثم جعلكم علقة ثم مضغة ثم عظاما، ثم كسا العظام لحما، ثم أنشأه الله خلقا آخر، أو خلق آدم ونشأته من تراب.
التفسير :
٦٢- ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾.
أي : ولقد أيقنتم أن الله سبحانه وتعالى أنشأكم النشأة الأولى، حيث خلقكم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، ثم من عظام، ثم كسا العظام لحما، ثم نفخ فيه الروح فصار خلقا سويّا.
فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ. فهلا تعتبرون وتفكرون بأن القادر على البدء قادر على الإعادة.
قال تعالى :﴿ كما بدأنا أوّل خلق نعيده... ﴾( الأنبياء : ١٠٤ ).
قال قتادة : النشأة الأولى هي خلق آدم من تراب، فهلا تتذكرون أن من قدر عليها فهو على النشأة الأخرى أقوى وأقدر.
وفي الخبر : " عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الآخرة، وهو يرى النشأة الأولى، وعجبا للمصدّق بالنشأة الآخرة، وهو لا يسعى لدار القرار ".
وقد ساق القرآن عددا من الأدلة على وجوب البعث.
قال تعالى :﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾. ( يس : ٧٨-٨٣ ).
وقال سبحانه وتعالى :﴿ أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ﴾. ( مريم : ٦٧ ).
وقال عز شأنه :﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾. ( القيامة : ٣٧-٤٠ ).
الزرع والماء والنار
﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ( ٦٣ ) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ( ٦٤ ) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ( ٦٥ ) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ( ٦٦ ) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ( ٦٧ ) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ( ٦٨ ) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ( ٦٩ ) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ( ٧٠ ) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ( ٧١ ) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ( ٧٢ ) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ( ٧٣ ) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ( ٧٤ ) ﴾
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
المفردات :
ما تحرثون : ما تبذرون حبّه وتعملون في أرضه.
تزرعونه : تنبتونه في الأرض.
التفسير :
٦٣، ٦٤ - ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾.
يستفهم القرآن هذا الاستفهام الذي يحرك العقول والقلوب، فيقول : أرأيتم الفلاح حين يحرث الأرض ويسقيها، ويضع فيها البذرة ويتركها، من ذا الذي ينبتها زرعا أخضر نضيرا ؟ من ذا الذي يسوق الهواء والماء وتفاعل التربة مع النبات حتى تتحول البذرة نباتا ينمو ويخرج على سطح الأرض، كما تنمو الأطفال ؟
هل أنتم الذين تنبتونه وتنشئونه حتى يكون فيه السنبل والحبّ، أم نحن الفاعلون لذلك ؟ فإذا أقررتم بأن الله هو الذي يُخرج الحبّ وينبت الزرع، فكيف تنكرون قدرته على بعث الموتى وإخراجهم من قبورهم بعد جمع ما تفرق من أجزائهم الأصلية ؟
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٣:الزرع والماء والنار
﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ( ٦٣ ) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ( ٦٤ ) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ( ٦٥ ) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ( ٦٦ ) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ( ٦٧ ) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ( ٦٨ ) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ( ٦٩ ) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ( ٧٠ ) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ( ٧١ ) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ( ٧٢ ) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ( ٧٣ ) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ( ٧٤ ) ﴾
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.

المفردات :

ما تحرثون : ما تبذرون حبّه وتعملون في أرضه.
تزرعونه : تنبتونه في الأرض.

التفسير :

٦٣، ٦٤ - ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾.
يستفهم القرآن هذا الاستفهام الذي يحرك العقول والقلوب، فيقول : أرأيتم الفلاح حين يحرث الأرض ويسقيها، ويضع فيها البذرة ويتركها، من ذا الذي ينبتها زرعا أخضر نضيرا ؟ من ذا الذي يسوق الهواء والماء وتفاعل التربة مع النبات حتى تتحول البذرة نباتا ينمو ويخرج على سطح الأرض، كما تنمو الأطفال ؟
هل أنتم الذين تنبتونه وتنشئونه حتى يكون فيه السنبل والحبّ، أم نحن الفاعلون لذلك ؟ فإذا أقررتم بأن الله هو الذي يُخرج الحبّ وينبت الزرع، فكيف تنكرون قدرته على بعث الموتى وإخراجهم من قبورهم بعد جمع ما تفرق من أجزائهم الأصلية ؟

تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
المفردات :
حطاما : فتاتا، من حطم الشيء يحطمه حطما.
فظلتم : فظللتم، أي : فبقيتم ودمتم.
تفكهون : تتفكهون، بمعنى تتعجبون من سوء حاله وتندمون، وأصل التفكه : التنقل بصنوف الفاكهة، وقد استعير للتنقل بالحديث.
التفسير :
٦٥، ٦٦، ٦٧ - ﴿ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾.
لو أردنا لجعلنا هذا النبات هشيما متكسّرا، قبل استوائه وبلوغه مرحلة الحصاد.
فمكثتم تتعجّبون أو تندمون على ما أنفقتم على الزرع من الحرث والبذر من غير حصول نفع أو نضوج ثمره.
وقريب من ذلك قوله تعالى :﴿ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾. ( الكهف : ٤٢ ).
وأصل التفكّه : التنقل بصنوف الفاكهة، واستعير للتنقل بألوان الحديث، وهو هنا ما يكون بعد هلاك الزرع، وقد كُني في الآية عن التعجب، أو الندم، أو التلاوم.
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
إنا لمغرمون : لملزمون غرامة ما أنفقنا.
إِنَّا لَمُغْرَمُونَ.
يقولون : إنا لمغرمون، أي : إنا لمحمّلون الغُرم في إنفاقنا، حيث ذهب زرعنا، وغرمنا الحبّ الذي بذرناه.
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾.
بل نحن محرومون : لا حظّ لنا، أو محرومون الرزق بالكلية.
يقولون تارة أخرى : بل نحن محرومون الرزق، غرمنا قيمة البذر، وحرمنا خروج الزرع.
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
التفسير :
٦٨- ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴾.
أخبروني عن الماء الذي تشربون، وهو نعمة كبرى لا يستغني عنه إنسان.
قال تعالى :﴿ لكم منه شراب ومنه شجر فيه تُسيمون ﴾. ( النحل : ١٠ ).
ومن الماء يشرب الإنسان والحيوان والزرع.
قال تعالى :﴿ وجعلنا من الماء كل شيء حي... ﴾ ( الأنبياء : ٣٠ ).
روى ابن أبي حاتم، عن جابر، عن أبي جعفر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا شرب الماء قال : " الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته، ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا ".
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
التفسير :
٦٩- ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ﴾.
أأنتم أنزلتم المطر من السحاب، أم نحن المنزلون ؟
والجواب هو : ما أنزل المطر إلا الله سبحانه وتعالى، والقرآن بهذا يُعدّد نعم الله الظاهرة أمام أعينهم فنزول المطر يحتاج إلى موافقات متعددة لا يقدر عليها إلا الله، وهو سبحانه سائق السحاب، ينزله على من يشاء، ويصرفه عمن يشاء. فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون. ( الروم : ٤٨ ).
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
٧٠- ﴿ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ﴾.
لو نشاء جعلنا الماء العذب الفرات السائغ للشرب، ملحا أجاجا تعافه النفس، ولا يصلح لغرض من أغراض المعيشة، كالطبخ أو سقي الزرع أو الري.
﴿ فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ﴾.
فهلا شكرتم ربكم، واعترفتم بفضله في حياتكم، وتسخير الحرث والزرع، وتسخير الماء العذب الفرات لكم. وهلا اعترفتم له بالقدرة على إحياء الموتى، وإخراجهم من قبورهم للبعث والحساب والجزاء.
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
٧١- ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴾.
أي : أخبروني عن النار التي تقدحونها، وتستخرجونها من الشجر الرطب.
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
٧٢- ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴾.
هل أنتم الذين زرعتم وأنشأتم وأوجدتم الشجرة التي تحرقونها بالنار فتستدفئون ؟
قال ابن كثير :
وللعرب شجرتان : إحداهما المرخُ، والأخرى العفارُ، إذا أخذ منهما غصنان أخضران، فحكّ أحدهما بالآخر تناثر من بينهما شرر النار.
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
٧٣- ﴿ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾
أي : جعلنا نار الدنيا تذكرة، تذكّر الناس بشدة الحرارة وشدة الحريق، حيث يتذكروا نار الآخرة، " ونار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار الآخرة ". ( رواه الشيخان ).
وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ. يعني بالمقوين : المسافرين.
وعن مجاهد : للحاضر والمسافر، لكل طعام لا يصلحه إلا النار، وقيل : المستمتعين من الناس أجمعين.
قال ابن كثير :
وهذا التفسير أعم من غيره، فإن الحاضر والبادي، من غني وفقير، الجميع محتاجون إلى النار للطبخ ولاصطلاء والإضاءة، وغير ذلك من المنافع.
وفي الحديث : " المسلمون شركاء في ثلاثة : الماء، والكلأ، والنار " xv( أخرجه أحمد، وأبو داود ).
تمهيد :
يقدم القرآن الكريم الدليل تلو الدليل على قدرة الله تعالى، فيسألهم : أنتم تحرثون الأرض وتضعون البذرة، لكن من ينبت الزرع ؟ إنه الله تعالى.
والماء الذي تشربونه، هل أنتم أنزلتموه من السحاب، أم الله هو الذي أنزله ؟
والجواب : نعم، أنت يا رب الذي تنزل المطر، وتسوق السحاب، وتنزل الماء.
وكذلك النار، هل انتم أوجدتم شجرتها، أم نحن المنشئون لها ؟ لقد جعلها الله تذكيرا بنار الآخرة، وجعلها لأهل الدنيا متاعا للنازل في قلب الصحراء، حيث يستدفئ بها، ويسوّى عليها طعامه وغذاءه.
٧٤- ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾.
أي : دم يا محمد على تنزيه الله تعالى الذي خلق الأشياء بقدرته، فهو الذي خلق الإنسان من منيّ يمنى، وهو الذي أنبت الزرع، وهو الذي أنزل الماء من السحاب، وهو الذي يسّر ظهور النار للتذكّر بها والاستفادة منها.
فما أعظمه، وما أكرمه، وما أحلمه، وما أكثر فضله ونعمائه.
إثبات النبوة وصدق القرآن
﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ( ٧٥ ) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ( ٧٦ ) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ( ٧٧ ) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ( ٧٨ ) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ( ٧٩ ) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( ٨٠ ) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ( ٨١ ) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ( ٨٢ ) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ( ٨٣ ) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ( ٨٤ ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ( ٨٥ ) فَلَوْلاَ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ( ٨٦ ) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( ٨٧ ) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( ٨٨ ) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ( ٨٩ ) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ( ٩٠ ) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ( ٩١ ) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ( ٩٢ ) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ( ٩٣ ) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ( ٩٤ ) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ( ٩٥ ) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ( ٩٦ ) ﴾
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
فلا أقسم : هذا قسم تستعمله العرب في كلامها، ولا : مزيدة للتأكيد.
مواقع النجوم : مغاربها أو منازلها.
التفسير :
٧٥- ﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾.
جمهور المفسرين على أن المعنى : أقسم بمواقع النجوم.
قال القرطبي :
لا : صلة في قول أكثر المفسرين، والمعنى : فأقسم، بدليل قوله بعده :﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
٧٦- ﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾.
والمعنى :
أقسم بمنازل النجوم، وأماكن دورانها في أفلاكها وبروجها.
﴿ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴾.
وإن هذا القسم العظيم جليل، لو عرفتم قدره لآمنتم به، وانتفعتم به، وذلك لما في حركة النجوم وسيرها وأبعادها من كمال الحكمة، وفرط الرحمة، ومن مقتضيات رحمته تعالى أن يلفت أنظارنا إلى هذا الكون الواسع الرحيب، وأن يقسم ببعض مخلوقاته ليلفت الأنظار إلى عظمة التدبير، وقدرة القدير.
يقول الفلكيون :
" إن مجموعة واحدة من المجموعات التي لا تحصى في الفضاء الهائل الذي لا نعرف له حدودا، مجموعة واحدة هي ( المجرّة ) التي تنتسب إليها أسرتنا الشمسية، تبلغ ألف مليون نجم، وإن من هذه النجوم والكواكب التي تزيد على عدة بلايين نجم، منها ما يمكن رؤيته بالعين المجردة، ومنها ما لا يُرى إلا بالمجاهر والأجهزة، هذه كلها تسبح في الفلك الغامض.
ولا يوجد أي احتمال أن يقترب نجم من مجال نجم آخر، أو أن يصطدم بكوكب آخر، إلا كما يحتمل تصادم مركب في البحر الأبيض بآخر في المحيط الهادي، يسيران باتجاه واحد وبسرعة واحدة، وهو احتمال بعيد جدا، إن لم يكن مستحيلا " xvi.
وقال جماعة منهم ابن عباس :
النجوم نجوم القرآن، ومواقعها أوقات نزولها، فإن القرآن نزل جملة واحدة في ليلة القدر، من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في سماء الدنيا، ثم نزل منجما مفرقا في مدة الرسالة المحمدية وهي ثلاثة وعشرون عاما.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
التفسير :
٧٧- ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ ﴾.
إن هذا القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم كريم، مرضيّ عنه، رفيع القدر بين الكتب المنزلة من عند الله، كثير المنافع، كريم على الله، كريم على المؤمنين.
كريم لاشتماله على كريم الأخلاق ومعالي الأمور، كريم لأنه يكرم حامله ويعظم قارئه وهو قرآن كريم، تحضر الملائكة عند قراءته، ويذكر الله القارئين له في الملأ الأعلى.
وفي الحديث الشريف : " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم الرحمة، وغشيتهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده " xvii.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
مكنون : مستور مصون عند الله في اللوح المحفوظ من السوء.
التفسير :
٧٨- فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ.
في كتاب مصون عند الله تعالى، قال ابن عباس : هو اللوح المحفوظ.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
لا يمسه إلا المطهرون : المنزهون عن دنس الحظوظ النفسية.
التفسير :
٧٩- ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾.
لا يمس ذلك الكتاب المكنون إلا الملائكة الأبرار الأطهار، الذين طهّرت نفوسهم، فهو بعيد كل البعد عن الشياطين.
قال تعالى :﴿ في صحف مكرمة*مرفوعة مطهرة*بأيدي سفرة*كرام بررة ﴾. ( عبس : ١٣-١٦ )
وحين قالت قريش : تنزلت به الشياطين، أخبر الله تعالى عنه قائلا :
﴿ وما تنزلت به الشياطين*وما ينبغي لهم وما يستطيعون*إنهم عن السمع لمعزولون ﴾. ( الشعراء : ٢١٠-٢١٢ ).
وقال الفرّاء : لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به.
وذهب آخرون على أن معنى :
﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾.
لا يمس هذا القرآن إلا المطهرون من الحدث الأصغر والحدث الأكبر، " قالوا : ولفظ الآية خبر ومعناها الطلب " xviii
أي : لا ينبغي أن يمسّ القرآن إلا من هو على طهارة.
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر، والحاكم، عن عبد الرحمن بن زيد قال : كنا مع سلمان الفارسي، فانطلق إلى حاجة، فتوارى عنا، ثم خرج إلينا، فقلنا : لو توضأت، فسألناه عن أشياء من القرآن، فقال : سلوني فإني لست أمسّه، إنما يمسّه المطهرون، ثم تلا : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ. ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا.
قال المراغي في تفسيره :
وقد ذهب جمهور العلماء إلى منع المحدث عن مس المصحف، وبذلك قال علي وابن مسعود وسعد ابن أبي وقاص، وجماعة من الفقهاء منهم مالك والشافعي.
ورُوي عن ابن عباس، والشعبي، وجماعة منهم أبو حنيفة، أنه يجوز للمحدث مسّه. ( يراجع شرح المنتقى للشوكاني ).
وقال الحسين بن الفضل : المراد أنه لا يعرف تفسيره وتأويله إلا من طهره الله من الشرك والنفاق. xix
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
التفسير :
٨٠- ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
أي : هذا القرآن الكريم منزل من الله رب العالمين، فما أعظم من أنزله، وما أكرم الكتاب الذي اشتمل على الهدى والتشريع، والآداب ومكارم الأخلاق، وأبواب السعادة في الدنيا والآخرة.
فليس القرآن الكريم - كما يزعم الكافرون - من عند غير الله، وليس شعرا، ولا سحرا، ولا كهانة، ولا أساطير الأولين، بل هو قرآن كريم في كتاب مكنون، تنزيل من رب العالمين.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
مدهنون : متهاونون، أو مكذّبون.
التفسير :
٨١- ﴿ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ ﴾.
أفبهذا القرآن، يا معشر الكفار، أنتم مدهنون، أي متهاونون.
وأصل ( الادّهان ) جعل الجلد مدهونا بشيء من الدهن حتى يلين.
أي : لا تقرّون فيه برأي واضح صريح جاد، وتقولون هو كلام رب العالمين.
وعن ابن عباس والزجاج : مُدْهِنُونَ. مكذبون.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
٨٢- ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾.
وتجعلون جزاء رزقكم من الله أنكم تكذبون بمن منحكم هذا الرزق، فتنسبون المطر إلى الرياح والأنواء، رغم أن الرياح وسيلة وسبب ظاهري، أما المسبب الحقيقي فهو الله تعالى.
وقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله عز وجل : من آمن بي وحمدني على سقياي فذلك الذي آمن بي وكفر بالكواكب، وأما من قال : مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك الذي آمن بالكواكب وكفر بي " xx
قال القرطبي :
وفي هذا بيان، لأن ما يصيب العباد من خير، فلا ينبغي أن يروه من قبل الوسائط التي جرت العادة بأن تكون أسبابا، بل ينبغي أن يروه من قبل الله تعالى، ثم يقابلوه بالشكر إن كان نعمة، وبالصبر إن كان مكروها، تعبدا له وتذللا. أ. ه.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
لولا : حرف يفيد الحث على حصول ما بعده على سبيل الاستحسان أو الوجوب.
الحلقوم : تجويف خلف تجويف الفمّ، وفيه ست فتحات : فتحة الفم الخلفية، وفتحتا
التفسير :
٨٣، ٨٤- ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴾.
في آيتين سابقتين استفهم منهم استفهاما إنكاريا على تكذيبهم بالقرآن، وكفرهم بنعمة الله وعدم شكره، حين قال سبحانه :﴿ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾. ( الواقعة : ٨١-٨٢ ).
وهنا يتحدّاهم، ويذكر عجزهم وضعفهم أمام ظاهرة معلومة، حين تبلغ روح القريب لهم الحلقوم، ويقترب الموت، ويظهر العجز والضعف، ويلتفّ حول الميت أقاربه وأحبابه ينظرون إليه وهو يعالج سكرات الموت، ولا يستطيعون دفعه عنه، مما يدلّ على عجز الإنسان، وأنه مقهور مربوب للقدرة العليا التي تخلق وتوجد، وتنفخ الروح، وتميت الميّت، وتدعو الإنسان على الاعتبار.
قال تعالى :﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾. ( القيامة : ٢٦-٣٠ ).
جاء في التفسير الوسيط للأزهر بتصرف ما يأتي :
والروح : جسم لطيف سار في البدن سريان الماء في العود الأخضر، وفي حياة الإنسان يتحرك ويدخل ويخرج، ويقوم ويقعد، ويأمر وينهى، ويبيع ويشتري، فإذا بلغت الروح الحلقوم حان الحين، وظهر العجز، ودنا الأجل، والميت يجود بنفسه، وأقاربه حوله يشاهدون ما يقاسيه من سكرات الموت وغمراته. أ ه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٣:تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.

المفردات :

لولا : حرف يفيد الحث على حصول ما بعده على سبيل الاستحسان أو الوجوب.
الحلقوم : تجويف خلف تجويف الفمّ، وفيه ست فتحات : فتحة الفم الخلفية، وفتحتا

التفسير :

٨٣، ٨٤- ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴾.
في آيتين سابقتين استفهم منهم استفهاما إنكاريا على تكذيبهم بالقرآن، وكفرهم بنعمة الله وعدم شكره، حين قال سبحانه :﴿ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾. ( الواقعة : ٨١-٨٢ ).
وهنا يتحدّاهم، ويذكر عجزهم وضعفهم أمام ظاهرة معلومة، حين تبلغ روح القريب لهم الحلقوم، ويقترب الموت، ويظهر العجز والضعف، ويلتفّ حول الميت أقاربه وأحبابه ينظرون إليه وهو يعالج سكرات الموت، ولا يستطيعون دفعه عنه، مما يدلّ على عجز الإنسان، وأنه مقهور مربوب للقدرة العليا التي تخلق وتوجد، وتنفخ الروح، وتميت الميّت، وتدعو الإنسان على الاعتبار.
قال تعالى :﴿ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾. ( القيامة : ٢٦-٣٠ ).
جاء في التفسير الوسيط للأزهر بتصرف ما يأتي :
والروح : جسم لطيف سار في البدن سريان الماء في العود الأخضر، وفي حياة الإنسان يتحرك ويدخل ويخرج، ويقوم ويقعد، ويأمر وينهى، ويبيع ويشتري، فإذا بلغت الروح الحلقوم حان الحين، وظهر العجز، ودنا الأجل، والميت يجود بنفسه، وأقاربه حوله يشاهدون ما يقاسيه من سكرات الموت وغمراته. أ ه.

تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
التفسير :
٨٥- ﴿ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾.
الله أقرب إلينا في كل لحظة، أقرب إلينا بعلمه وملائكته، قال تعالى : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. ( ق : ١٦ ).
لكن في هذه الحالة حين يحضر الأقارب والأحباب حول الميت، ويشاهدون حشرجة الروح وخروجها إلى بارئها، والملائكة أقرب إلى الميت من المشاهدين له، حيث تقبض روحه بأمر الله تعالى.
وقد نسب الله تعالى قبض الروح إليه سبحانه في قوله تعالى :﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها... ﴾ ( الزمر : ٤٢ ).
كما نسب قبض الروح إلى ملك الموت في قوله تعالى :﴿ قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم ثم إلى ربكم تُرجعون ﴾. ( السجدة : ١١ ).
كما نسب قبض الروح إلى الملائكة فقال سبحانه : حتى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رُسلنا وهم لا يفرّطون. ( الأنعام : ٦١ ).
قال العلماء : الحياة والموت والكون كله بيد الله، فنسب الله الموت إليه، وملك الموت هو الذي يباشر نزع الروح من الجسد فنسبت الوفاة إليه، ولملك الموت أعوان من الملائكة فنسبت الوفاة إليهم، ولا تعارض بين الآيات، فالمرجع كله إليه سبحان وتعالى.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
المنخرين. وفتحتا الأذنين، وفتحة الحنجرة، وهي مجرى الطعام والشراب والنّفس.
غير مدينين : غير مربوبين مقهورين.
التفسير :
٨٦-٨٧- ﴿ فَلَوْلاَ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ( ٨٦ ) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾.
تقيم الآيات الأدلة على عجز المخلوق، وقدرة الخالق، أي : إذا أنكرتم ألوهية الله وقدرته على البعث والحشر، والحساب والجزاء، فأمامكم دليل عملي : حين تبلغ الروح الحلقوم، وأنتم تشاهدون أقرب الناس إليكم يعالج سكرات الموت، وأنتم عاجزون تماما عن إعادته إلى الدنيا.
هلا أيقنتم أن الذي يفعل ذلك، ويقدر على الموت والحياة إله واحد، وهو القائل في كتابه :﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور ﴾. ( الملك : ١-٢ ).
وخلاصة المعنى :
هلاّ إن كنتم غير خاضعين لقدرتنا ترجعون روح الميت إلى جسده إن كنتم صادقين في اعتقادكم بأنه لا بعث ولا حساب، أو في توهمكم بأن هناك قوة أخرى غير الله، يمكنها أن تساعدكم في الشدائد والمحن.
وهكذا نجد الآيات تتحدّى الكافرين، بل البشر أجمعين أن يعيدوا الروح إلى أحب الناس إليهم، وهم واقفون حوله وقفة الحائر المستسلم العاجز عن فعل أي شيء من شأنه أن يدفع الموت، أو يؤخر خروج الروح ولو لزمن قليل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٦:تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.

المفردات :

المنخرين. وفتحتا الأذنين، وفتحة الحنجرة، وهي مجرى الطعام والشراب والنّفس.
غير مدينين : غير مربوبين مقهورين.

التفسير :


٨٦-
٨٧- ﴿ فَلَوْلاَ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ( ٨٦ ) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾.
تقيم الآيات الأدلة على عجز المخلوق، وقدرة الخالق، أي : إذا أنكرتم ألوهية الله وقدرته على البعث والحشر، والحساب والجزاء، فأمامكم دليل عملي : حين تبلغ الروح الحلقوم، وأنتم تشاهدون أقرب الناس إليكم يعالج سكرات الموت، وأنتم عاجزون تماما عن إعادته إلى الدنيا.
هلا أيقنتم أن الذي يفعل ذلك، ويقدر على الموت والحياة إله واحد، وهو القائل في كتابه :﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور ﴾. ( الملك : ١-٢ ).

وخلاصة المعنى :

هلاّ إن كنتم غير خاضعين لقدرتنا ترجعون روح الميت إلى جسده إن كنتم صادقين في اعتقادكم بأنه لا بعث ولا حساب، أو في توهمكم بأن هناك قوة أخرى غير الله، يمكنها أن تساعدكم في الشدائد والمحن.
وهكذا نجد الآيات تتحدّى الكافرين، بل البشر أجمعين أن يعيدوا الروح إلى أحب الناس إليهم، وهم واقفون حوله وقفة الحائر المستسلم العاجز عن فعل أي شيء من شأنه أن يدفع الموت، أو يؤخر خروج الروح ولو لزمن قليل.

تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
فروح : فله استراحة أو رحمة.
ريحان : رزق حسن.
التفسير :
٨٨، ٨٩- ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ﴾.
في آيات سابقة أظهر القرآن عجز الإنسان أمام ظاهرة الموت.
قال الخازن في تفسيره : وإذا لم يمكنكم إرجاع روح الميت إلى جسده، فاعلموا أن الأمر إلى غيركم، وهو الله تعالى فآمنوا به.
وهنا يذكر الله تعالى حال الناس بعد الوفاة، ويقسّمهم إلا ثلاثة أقسام، قد ذُكروا تفصيلا في صدر السورة، وهم : المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.
والمقربون هم السابقون، المقربون إلى الله تعالى، قد سبقوا إلى الإيمان وطاعة الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأداء الواجبات، وترك المحرمات، واتباع المأمورات، والتأدّب بأدب الإسلام، والتسابق إلى مرضاة الرحمن، هؤلاء عند الموت يحسّون بمنزلتهم في الجنة، وتبشرهم الملائكة بالجنة وريحانها وثمارها ونعيمها.
قال تعالى :﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة... ﴾ ( إبراهيم : ٢٧ ).
وعن مجاهد : فروح وريحان : جنة ورخاء.
وقال قتادة : فروح ورحمة.
وقال غيرهم : فروح. راحة من الدنيا، وريحان. فرح بنعيم الآخرة.
وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة، كما يقول ابن كثير في تفسيره، فإن من مات مقربا حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة، والفرح والسرور، والرزق الحسن. أ. ه.
وجنّت نعيم. والجنة الواسعة التي يتنعم فيها المقربون بألوان النعيم.
وقد أورد الحافظ ابن كثير طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة عند تفسير هذه الآية.
منها ما رواه البخاري، ومسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر، تسرح في رياض الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش " xxi.
وتفيد جملة من الأحاديث أن روح المؤمن تسبح في الجنة، حتى يُرجع الله الروح إلى الجسد عند البعث.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٨:تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.

المفردات :

فروح : فله استراحة أو رحمة.
ريحان : رزق حسن.

التفسير :

٨٨، ٨٩- ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ﴾.
في آيات سابقة أظهر القرآن عجز الإنسان أمام ظاهرة الموت.
قال الخازن في تفسيره : وإذا لم يمكنكم إرجاع روح الميت إلى جسده، فاعلموا أن الأمر إلى غيركم، وهو الله تعالى فآمنوا به.
وهنا يذكر الله تعالى حال الناس بعد الوفاة، ويقسّمهم إلا ثلاثة أقسام، قد ذُكروا تفصيلا في صدر السورة، وهم : المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.
والمقربون هم السابقون، المقربون إلى الله تعالى، قد سبقوا إلى الإيمان وطاعة الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأداء الواجبات، وترك المحرمات، واتباع المأمورات، والتأدّب بأدب الإسلام، والتسابق إلى مرضاة الرحمن، هؤلاء عند الموت يحسّون بمنزلتهم في الجنة، وتبشرهم الملائكة بالجنة وريحانها وثمارها ونعيمها.
قال تعالى :﴿ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة... ﴾ ( إبراهيم : ٢٧ ).
وعن مجاهد : فروح وريحان : جنة ورخاء.
وقال قتادة : فروح ورحمة.
وقال غيرهم : فروح. راحة من الدنيا، وريحان. فرح بنعيم الآخرة.
وكل هذه الأقوال متقاربة صحيحة، كما يقول ابن كثير في تفسيره، فإن من مات مقربا حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة، والفرح والسرور، والرزق الحسن. أ. ه.
وجنّت نعيم. والجنة الواسعة التي يتنعم فيها المقربون بألوان النعيم.
وقد أورد الحافظ ابن كثير طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة عند تفسير هذه الآية.
منها ما رواه البخاري، ومسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر، تسرح في رياض الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش " xxi.
وتفيد جملة من الأحاديث أن روح المؤمن تسبح في الجنة، حتى يُرجع الله الروح إلى الجسد عند البعث.

تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
التفسير :
٩٠، ٩١- ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾.
والمعنى : وأما إن كان المحتضر من السعداء أهل الجنة، الذين يأخذون كتابهم بيمينهم، فإن الملائكة تتلقاهم بالسلام والأمان، وتبشرهم بالجنة، وتطمئنهم على حسن مستقبلهم، وعلى رعاية الله لذريتهم بعد وفاتهم.
قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾. ( فصلت : ٣٠-٣٢ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.

التفسير :

٩٠، ٩١- ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾.
والمعنى : وأما إن كان المحتضر من السعداء أهل الجنة، الذين يأخذون كتابهم بيمينهم، فإن الملائكة تتلقاهم بالسلام والأمان، وتبشرهم بالجنة، وتطمئنهم على حسن مستقبلهم، وعلى رعاية الله لذريتهم بعد وفاتهم.
قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ *نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾. ( فصلت : ٣٠-٣٢ ).

تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
فنزل : فجزاؤه نُزُل.
حميم : ماء تناهت حرارته.
تصلية جحيم : مقاساة لحرّ النار، أو إدخال فيها.
التفسير :
٩٢، ٩٣، ٩٤- ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾.
وأما إن كان المحتضر من الْمُكَذِّبِينَ. بالقيامة والبعث والحساب، الضَّالِّينَ. عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فأول ما يقدم له الحميم الذي يغلى غليانا شديدا فيشوي وجهه، ويقطع أمعاءه، ثم يصطلي بنار الجحيم التي تغمره من جميع جهاته، فيذوق سعيرها، ويقاسي ألوان عذابها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٢:تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.

المفردات :

فنزل : فجزاؤه نُزُل.
حميم : ماء تناهت حرارته.
تصلية جحيم : مقاساة لحرّ النار، أو إدخال فيها.

التفسير :

٩٢، ٩٣، ٩٤- ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾.
وأما إن كان المحتضر من الْمُكَذِّبِينَ. بالقيامة والبعث والحساب، الضَّالِّينَ. عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فأول ما يقدم له الحميم الذي يغلى غليانا شديدا فيشوي وجهه، ويقطع أمعاءه، ثم يصطلي بنار الجحيم التي تغمره من جميع جهاته، فيذوق سعيرها، ويقاسي ألوان عذابها.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٢:تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.

المفردات :

فنزل : فجزاؤه نُزُل.
حميم : ماء تناهت حرارته.
تصلية جحيم : مقاساة لحرّ النار، أو إدخال فيها.

التفسير :

٩٢، ٩٣، ٩٤- ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾.
وأما إن كان المحتضر من الْمُكَذِّبِينَ. بالقيامة والبعث والحساب، الضَّالِّينَ. عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، فأول ما يقدم له الحميم الذي يغلى غليانا شديدا فيشوي وجهه، ويقطع أمعاءه، ثم يصطلي بنار الجحيم التي تغمره من جميع جهاته، فيذوق سعيرها، ويقاسي ألوان عذابها.

تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
المفردات :
حق اليقين : حق الخبر اليقين الذي لا شك فيه.
التفسير :
٩٥، ٩٦- ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾.
إن هذا الذي أخبرناك به يا محمد، من جزاء السابقين بالدرجات العلى في الجنة، ومن أجزاء أصحاب اليمين بالسلام والأمان في الجنة، ومن جزاء المكذبين الضالين بعذاب جهنم والاصطلاء بنار الجحيم، هذه الحقائق المذكورة في هذه السورة هي الحق الثابت الذي لا شك فيه ولا ريب، وهي عين اليقين الذي لا يمكن إنكاره.
تمهيد :
في ختام السورة يقسم الحق سبحانه بمواقع النجوم، أي : بمنازلها ومغاربها وحركتها وسيرها وأبعادها، وهو أمر عظيم، أيّ عظيم، فهذه النجوم لها مجراتها ولها جاذبيتها، ولا يصطدم نجم بآخر إلا لحكمة مقصودة.
يقسم الجبار سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، على صدق القرآن الكريم، وأنه كتاب الله محفوظ من الشياطين، لا يقترب منه إلا الملائكة المقربون، مثل جبريل الأمين الذي ينزل بالوحي على رسول الله صلى لله عله وسلم، ثم ذكرت الآيات أقسام الناس عند خروج الروح، وأنهم ثلاثة أقسام :
المقربون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ولكل منهم جزء مناسب له.
فسبح باسم ربك : فنزّه ربك عما لا يليق.
﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ. ﴾
نزّه الله تعالى عن العيب والنقص، ونزّهه عن أن يترك الناس سدى، فإنه منزه عن الكذب، ومنزه عن النقصان، ومنزه عما يصفه به الظالمون.
أخرج أبو داود، وابن ماجة، والحاكم وصححه، إنه لما نزلت هذه الآية الكريمة، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم " xxii.
ولما نزلت :﴿ سَبِّحْ ِاسْمِ رَبِّكَ الأعْلَى ﴾. ( الأعلى : ١ ).
قال صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في سجودكم " xxiii
أي : أن نقول في الركوع : " سبحان ربي العظيم ".
ونقول في السجود : " سبحان ربي الأعلى ".
وروى البخاري في آخر صحيحه، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله علي وسلم : " كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم " xxiv.
Icon