تفسير سورة الواقعة

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الواقعة من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة الواقعة مكية، أو إلا آية ﴿ وتجعلون رزقكم ﴾ [ ٨٢ ].

١ - ﴿الْوَاقِعَةُ﴾ الصيحة أو الساعة وقعت بحق فلم تكذب، أو القيامة
ع "، سميت به لكثرة ما وقع فيها من الشدائد.
٢ - ﴿كَاذِبَةٌ﴾ ليس لها رد " ع "، أو لا رجعة فيها ولا مثنوية، أو إذ ليس لها مكذب من مؤمن وكافر، أو ليس الحبر عن وقوعها كذباً.
٣ - ﴿خَافِضَةٌ﴾ أعداء الله تعالى في النار ﴿رَّافِعَةٌ﴾ أولياءه في الجنة، أو خفضت رجالاً كانوا مرتفعين في الدنيا ورفعت رجالاً كانوا مخفوضين، أو خفضت فأسمعت الأدنى ورفعت فأسمعت الأقصى.
٤ - ﴿رجت﴾ رجفت وزلزلت " ع "، أو ترج بما فيها كما يرج الغربال بما فيه.
٥ - ﴿وَبُسَّتِ﴾ سالت، أو هدت، أو سيرت، أو قطعت " ح "، أو بُست كما يُبس السويق أي يلت.
٦ - ﴿هَبَآءً﴾ رهج الغبار يسطع ثم يذهب، أو شعاع الشمس يدخل من الكوة، أو ما يطير من النار إذا اضطرمت فإذا وقع لم يكن شيئاً " ع "، أو ما يبس من ورق الشجر تذروه الرياح، ﴿مُّنبَثاً﴾ متفرقاً، أو منتشراً، أو منثوراً.
٧ - ﴿أَزْوَاجاً﴾ أصنافاً وفرقاً ﴿ثَلاثةً﴾ اثنان في الجنة وواحدة في النار قاله عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه -، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - هما المذكورون في قوله ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب﴾ [فاطر: ٣٢]، أو المذكورون في هذه الآية.
٨ -،
٩ - ﴿فأصحاب الميمنة﴾ الذين أخذوا من شق آدم الأيمن يومئذ ﴿وَأَصْحَابُ المشأمة﴾ الذين أخذوا من شقة الأيسر يومئذ، أو من أوتي كتابه بيمينه ومن أوتيه بشماله، أو أهل الحسنات وأهل السيئات، أو الميامين على أنفسهم والمشائيم عليها " ح "، أو أهل الجنة وأهل النار، ﴿مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ تكثير لثوابهم، ﴿ما أصحاب المشأمة﴾ تكثير لعقابهم.
﴿ وأصحاب المشأمة ﴾ الذين أخذوا من شقه الأيسر يومئذ، أو من أوتي كتابه بيمينه ومن أوتيه بشماله، أو أهل الحسنات وأهل السيئات، أو الميامين على أنفسهم والمشائيم عليها " ح "، أو أهل الجنة وأهل النار، ﴿ ما أصحاب الميمنة ﴾ تكثير لثوابهم، ﴿ ما أصحاب المشأمة ﴾ تكثير لعقابهم.
١٠ - ﴿وَالسَّابِقُونَ﴾ إلى الإيمان من كل أمة " ح "، أو الأنبياء، أو الذين صلوا إلى القبلين، أو أول الناس رواحاً إلى المسجد وأسرعهم إلى الجهاد، أو أربعة سابق أمة موسى مؤمن آل فرعون وسابق أمة عيسى حبيب النجار صاحب أنطاكية وأبو بكر وعمر - رضي الله تعالى عنهما - سابقا هذه الأمة ﴿السَّابِقُونَ﴾ بالإيمان هم السابقون إلى الجنان.
{ثلةٌ من الأولين (١٣) وقليلٌ من الآخرين (١٤) على سرر موضونة (١٥) متكئين عليها متقابلين (١٦) يطوف عليهم ولدان مخلدون (١٧) بأكوابٍ وأباريق وكأسٍ من معين (١٨) لا يصدعونَ عنها ولا يُنزَفون (١٩) وفاكهة مما يتخيرونَ (٢٠) ولحمِ طيرٍ مما يشتهون (٢١) وحورٌ عينٌ (٢٢) كأمثال اللؤلؤ المكنون (٢٣) جزاءً بما كانوا يعملون (٢٤) لا يسمعون فيها لغواً ولا
273
تأثيماً (٢٥) إلا قيلاً سلاماً سلاماً (٢٦) }
274
١٣ - ﴿ثُلَّةٌ﴾ جماعة، أو شطر، أو بقية، ﴿الأَوَّلِينَ﴾ أصحاب محمد [صلى الله عليه وسلم]، أو قوم نوح " ح ".
١٤ - ﴿الآخرين﴾ أصحاب محمد [صلى الله عليه وسلم] " ح " أو الذين تقدم إسلامهم قبل أن يتكاملوا.
١٥ - ﴿موضُونةٍ﴾ موصولة بالذهب " ع "، أو مشبكة بالدر منسوجة بالذهب التوضين: التشبيك والنسج، أو مسند بعضها إلى بعض، أو مضفورة وضين الناقة بطانها العريض المضفور من السيور.
١٧ - ﴿مُّخَلَّدُونَ﴾ باقون على صغرهم لا يتغيرون " ح "، أو محلون بالأسورة والأقراط، أو باقون معهم لا يتغيرون عليهم ولا ينصرفون عنهم بخلاف الدنيا.
١٨ - ﴿بأكوابٍ﴾ الأكواب: ما لا عروة له [١٩٣ / أ] /، والأباريق: ما لها عرى، أو الأكواب: مدورة الأفواه، والأباريق: لها أعناق، أو الأكواب أصغر من الأباريق، ﴿معينٍ﴾ خمر جارٍ، والمعين: الجاري من عينه بغير عصر كالماء المعين وهو ألذ الخمر.
١٩ - ﴿يُصَدَّعون﴾ يمنعون منها، أو يتفرقون، أو يأخذهم صداع في رؤوسهم، ﴿يُنزَفُون﴾، يملون، أو يتقيئون، أو لا تنزف عقولهم فيسكرون ﴿يُنزِفون﴾ يفنى خمرهم وفي خمر الدنيا السكر والصداع والقيء والبول فنزهت خمر الجنة عن ذلك كله.
٢٢ - ﴿وَحُورٌ﴾ بيض، (عينٌ} الكبار الأعين، أو سواد أعينهن حالك وبياض أعينهم نقي.
٢٣ - ﴿كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ﴾ في نضارتهن وصفاء ألوانهن، أو في تشابه أجسادهن في الحسن في جميع الجوانب.
٢٥ - ﴿لا يَسْمَعُونَ﴾ في الجنة باطلاً ولا كذباً " ع "، أو لا يتخالفون عليها كما في الدنيا ولا يأثمون بشربها كما في الدنيا، أو لا يسمعون شتماً ولا مأثماً.
٢٦ - ﴿سَلاماً﴾ لكن يسمعون قولاً ساراً وكلاماً حسناً، أو يتداعون بالسلام على حُسن الآداب وكرم الأخلاق، أو قولاً يؤدي إلى السلامة.
﴿وَأَصْحَابُ اليمين ما أصحاب اليمين (٢٧) في سدر مخضود (٢٨) وطلح منضود (٢٩) وظلٍ ممدود (٣٠) وماءٍ مسكوبٍ (٣١) وفاكهةٍ كثيرةٍ (٣٢) لا مقطوعةٍ ولا ممنوعةٍ (٣٣) وفرشٍ مرفوعةٍ (٣٤) إن أنشأنهن إنشاءٍ (٣٥) فجعلناهن أبكاراً (٣٦) عرباً أتراباً (٣٧) لأصحابِ اليمين (٣٨) ثلةٌ من الأولين (٣٩) وثلة من الآخرين (٤٠) ﴾
٢٧ - ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾ دون منزلة المقربين، أو أصحاب الحق، أو من كتابه بيمينه، أو التابعون بإحسان ممن لم يدرك الأنبياء من الأمم " ح "، أو الذين أخرجوا من صفحة ظهر آدم اليمنى، أو الذين خلطوا عملاً صالحاً وسيئاً ثم تابوا بعد ذلك وأصلحوا مروي عن الرسول [صلى الله عليه وسلم].
٢٨ - السدر: النبق، ﴿مَّخْضُودٍ﴾ لين لا شوك فيه، خضدت الشجرة حذفت شوكها، أو لا عجم لنبقه، أو المدلى الأغصان.
٢٩ - ﴿وَطَلْحٍ﴾ الموز " ع "، أو شجرة تكون باليمن والحجاز تسمى طلحة، أو الطلع قاله علي - رضي الله تعالى عنه - ﴿منضُودٍ﴾ مصفوف، أو متراكم.
٣٠ - ﴿مَّمْدُودٍ﴾ دائم.
﴿ ممدود ﴾ دائم.
٣١ - ﴿مَّسْكُوبٍ﴾ منصب في غير أخدود، قال الضحاك: من جنة عدن إلى أهل الجنان.
٣٤ - ﴿وَفُرُشٍ﴾ زوجات والمرأة تسمى فرشاً ومنه الولد للفراش، أو الفرش الحقيقة مرفوعة بكثرة حشوها.
٣٥ - ﴿أَنشَأْنَاهُنَّ﴾ نساء أهل الدنيا أنشأهن من القبور " ع "، أو أعادهن بعد الشمط والكبر صغاراً أبكاراً.
٣٦ - ﴿أَبْكَاراً﴾ عذارى بعد أن لم يكنَّ كذلك، أو لا يأتيها إلا وجدها بكراً.
٣٧ - ﴿عُرُباً﴾ متحببات إلى أزواجهن منحبسات عليهم، أو متحاببات بخلاف الضرائر، أو الشَّكِلة بلغة مكة والمغنوجة بلغة أهل المدنية، أو حسان الكلام، أو العاشقة لزوجها، أو الحسنة التبعل، أو كلامهن عربي، ﴿أَتْرَاباً﴾ أقراناً قيل على سن ثلاث وثلاثين سنة، أو أمثالاً وأشكالاً، أو أتراب في
276
الأخلاق لا تباغضن بينهن ولا تحاسد.
﴿وأصحابُ الشمالِ ما أصحاب الشمال (٤١) في سموم وحميم (٤٢) وظلٍ من يحموم (٤٣) لا بادرٍ ولا كريم (٤٤) إنهم كانوا قبل ذلك مترفين (٤٥) وكانوا يصرون على الحنث العظيم (٤٦) وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أءنا لمبعوثون (٤٧) أو ءاباؤنا الأولون (٤٨) قل إن الأولين والآخرين (٤٩) لمجموعون إلى ميقاتِ يومٍ معلومٍ (٥٠) ثم إنكم أيها الضالون المكذبون (٥١) لأكلون من شجر من زقوم (٥٢) فمالئون منها البطون (٥٣) فشاربون عليه من الحميم (٥٤) فشاربون شرب الهيم (٥٥) هذا نزلهم يومَ الدين (٥٦) ﴾
277
٤٣ - ﴿يَحْمُومٍ﴾ دخان، أو نار سوداء.
٤٤ - ﴿لا بارد﴾ [١٩٣ / ب] / المخرج، ﴿وَلا كَرِيمٍ﴾ المخرج، أو لا كرامة لأهله فيه.
٤٥ - ﴿مُتْرَفِينَ﴾ منعمين " ع "، أو مشركين.
٤٦ - ﴿الْحِنثِ﴾ الشرك، أو الذنب العظيم لا يتوبون منه، أو اليمين الغموس.
٥٥ - ﴿الْهِيمِ﴾ الأرض الرملة التي لا تروى بالماء وهي هيام الأرض " ع "، أو الإبل الهيم، والهيام، داء يأخذ الإبل فيعطشها فلا تزال تشرب الماء حتى تموت، أو الإبل الهائمة في الأرض الضالة لا تجد ماء فإذا وجدته فلا شيء أعظم منها شرباً، أو شرب الهيم أن تمد الشرب مرة واحدة إلى أن تتنفس
277
فيه ثلاث نفسات.
﴿نحن خلقناكم فلولا تصدقون (٥٧) أفرءيتم ما تمنون (٥٨) ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون (٥٩) نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين (٦٠) على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون (٦١) ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون (٦٢) ﴾
278
٥٨ - ﴿تُمْنُونَ﴾ منى يَمني وأمنى يُمْنِي واحد سمي بذلك لإمنائه وهي إراقته، أو لأنه مقدار لتصوير الخلقة كالمَنَا الذي يوزن به.
٦٠ - ﴿قَدَّرْنَا﴾ قضينا به للفناء والجزاء، أو ليخلف الأبناء الآباء، أو كتبنا مقداره فلا يزيد ولا ينقص، أو وقته فلا يتقدم ولا يتأخر، أو سوينا فيه بين المطيع والعاصي، أو بين أهل السماء والأرض، ﴿بِمَسْبُوقِينَ﴾ على تقديرنا موتكم حتى لا تموتوا، أو على أن تزيدوا في قدره، أو تؤخروا في وقته، أو ﴿ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ على تبديل أمثالكم معناه لما لم نسبق إلى خلق غيركم لم نعجز نحن إعادتكم، أو لما لم نعجز عن تغير أحوالكم بعد خلقكم لم نعجز عن تغييرها بعد موتكم.
{أفرءيتم ما تحرثون (٦٣) ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (٦٤) لو نشاء لجعلناه حطاما
278
فظلتم تفكهون (٦٥) إنا لمغرمون (٦٦) بل نحن محرومون (٦٧) أفرءيتم الماء الذي تشربون (٦٨) ءأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون (٦٩) لو نشاء جعلنه أجاجاً فلولا تشكرون (٧٠) أفرءيتم النار التي تورون (٧١) ءأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون (٧٢) نحن جعلناها تذكرةً ومتاعاً للمقوين (٧٣) فسبح باسم ربك العظيم (٧٤) }
279
٦٥ - ﴿تَفَكَّهون﴾ تحزنون، أو تلاومون، أو تعجبون " ع "، أو تندمون بلغة عكل وتيم.
٦٦ - ﴿لَمُغْرَمُون﴾ معذبون، أو مولع بنا، أو مردُودُون عن حظنا.
٧١ - ﴿تُورُونَ﴾ تستخرجون بالزند.
٧٣ - ﴿تَذْكِرَةً﴾ للنار الكبرى، أو تبصرة للناس من الظلام ﴿لِّلْمُقْوِينَ﴾ المسافرين قال الفراء: إنما يقال لهم ذلك إذا نزلوا بالقِيِّ وهي القفر التي لا شيء فيها، أو المستمتعين من حاضر ومسافر، أو الجائعين من إصلاح طعامهم، أو الضعفاء والمساكين من أقوت الدار إذا خلت وأقوى الرجل ذهب ماله، أو المقوي الكثير المال من القوة.
﴿فلا أقسمُ بمواقع النجوم (٧٥) وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (٧٦) إنه لقرءانٌ كريم (٧٧) في كتابٍ مكنون (٧٨) لا يمسه إلا المطهرون (٧٩) تنزيلٌ من رب العالمين (٨٠) أفبهذا الحديث أنتم مدهنون (٨١) وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون (٨٢) ﴾
﴿ تُورُون ﴾ تستخرجون بالزند.
﴿ تَذكرةً ﴾ للنار الكبرى، أو تبصرة للناس من الظلام ﴿ للمُقْوِين ﴾ المسافرين قال الفراء : إنما يقال لهم ذلك إذا نزلوا بالقِيِّ وهي القفر التي لا شيء فيها، أو المستمتعين من حاضر ومسافر، أو الجائعين من إصلاح طعامهم، أو الضعفاء والمساكين من أقوت الدار إذا خلت وأقوى الرجل ذهب ماله، أو المقوي الكثير المال من القوة.
٧٥ - ﴿فلا أقسم﴾ نفي للمقسم لأنه لا يقسم بشيء من خلقه ولكنه افتتاح يفتتح به كلامه قاله الضحاك، أو للرب أن يقسم بخلقه تعظيماً منه لما أقسم به
279
وليس ذلك للخلق فتكون لا صلة، أو نافية لما تقدم من تكذيبهم وجحدهم ثم استأنف القسم ﴿بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ مطالعها ومساقطها، أو انتشارها يوم القيامة، أو مواقعها في السماء، أو أنواؤها نفي للقسم بها، أو نجوم القرآن تنزل على الاحداث في الأمة " ع "، أو محكم القرآن.
280
٧٦ - ﴿وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ﴾ وإن الشرك بالله محرم عظيم، أو القرآن قسم عظيم.
٧٧ - ﴿كَرِيمٌ﴾ عند الله تعالى، أو عظيم النفع للناس، أو لما فيه من كرائم الأخلاق ومعالي الأمور.
٧٨ - ﴿فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ﴾ اللوح المحفوظ " ع "، أو التوراة والإنجيل فيهما ذكره وذكر من ينزل عليه، أو الزبور، أو المصحف الذي بأيدينا ﴿مَّكْنُونٍ﴾ مصون، أو مكنون من الباطل.
٧٩ - ﴿المطهرون﴾ [١٩٤ / أ] / إن جعلناه اللوح المحفوظ فلا يمسه إلا الملائكة المطهرون " ع "، أو لا ينزله إلا رسل الملائكة على رسل الأنبياء وإن جعلناه المصحف الذي بأيدينا فلا يمسه بيده إلا المطهرون من الشرك، أو من الذنوب والخطايا، أو من الأحداث والأنجاس، أو لا يجد طعم نفعه إلا المطهرون بالإيمان، أو لا يمس ثوابه إلا المؤمنين مروي عن الرسول [صلى الله عليه وسلم] أولا يلتمسه إلا المؤمنون.
٨١ - ﴿هذا الْحَدِيثِ﴾ القرآن ﴿مُّدْهِنُونَ﴾ مكذبون " ع "، أو معرضون، أو ممالئون الكفار على الكفر به، أو منافقون في تصديقه.
٨٢ - ﴿رزقكم﴾ الاستسقاء بالأنواء مروي عن الرسول [صلى الله عليه وسلم]، أو
280
الاكتساب بالسحر، أو أن يجعل شكر الله على رزقه تكذيب رسله والكفر به فيكون الرزق الشكر.
﴿فولا إذا بلغت الحلقوم (٨٣) وأنتم حينئذٍ تنظرون (٨٤) ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون (٨٥) فلولا إن كنتم غير مدينين (٨٦) ترجعونها إن كنتم صادقين (٨٧) ﴾
281
٨٦ - ﴿مَدِينِينَ﴾ محاسبين " ع "، أو مبعوثين، أو مصدقين أو مقهورين، أو موقنين، أو مجزيين بأعمالكم، أو مملوكين قاله الفرّاء.
٨٧ - ﴿تَرْجِعُونَهَآ﴾ النفس إلى الجسد بعد الموت ﴿إِن كنتم صادقين﴾ أنكم غير مذنبين.
﴿فأما إن كان من المقربين (٨٨) فروحٌ وريحانٌ وجنت نعيم (٨٩) وأما إن كان من أصحاب اليمين (٩٠) فسلامٌ لك من أصحاب اليمين (٩١) وأما إن كان من المكذبين الضالين (٩٢) فنزلٌ من حميم (٩٣) وتصلية جحيم (٩٤) إن هذا لهو حق اليقين (٩٥) فسبح باسم ربك العظيم (٩٦) ﴾
٨٨ - ﴿الْمُقَرَّبِينَ﴾ أهل الجنة، أو السابقون.
٨٩ - ﴿فَرَوْحٌ﴾ راحة " ع "، أو فرح، أو رحمة، أو رجاء، أو روح من
281
الغم وراحة من عمل إذ لا غم فيها ولا عمل، أو مغفرة أو نسيم. قيل قرأ الرسول [صلى الله عليه وسلم] فروح بالضم أي تبقى روحه باقية بلا موت يناله ﴿وَرَيْحَانٌ﴾ استراحة عند الموت " ع "، أو رحمة، أو رزق، أو ريحان مشموم يتلقى به عند الموت أو تخرج روحه في ريحانه، أو الجنة والروح والريحان عند الموت أو في البرزخ إلى البعث، أو في الجنة، أو الروح في القبر، والريحان في الجنة، أو الروح لقلوبهم والريحان لنفوسهم والجنة لأبدانهم.
282
٩١ - ﴿فسلام﴾ بشارة بالسلاة من الخوف، أو يحييهم ملك الموت بالسلام عند قبض أرواحهم، أو منكر ونكير في القبور يسلمان عليهم، أو الملائكة عند بعثه إلى الآخرة تسلمان عليه.
282
سُورة الحَديد
مدنية عند الجمهور، أو مكية.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم (١) له ملك السموات والأرض يحي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير (٢) هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيءٍ عليم (٣) ﴾
283
Icon