قوله: ﴿لِي صَدْرِي﴾ :«لي» متعلق ب «اشرح». قال الزمخشريُّ: «فإنْ قلت:» لي «في قوله: ﴿اشرح لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لي أَمْرِي﴾ ما جدواه والأمرُ مستتبٌّ بدونه؟ قلت: قد أبهم الكلامَ أولاً فقال: اشرح لي ويَسِّر لي، فَعُلِمَ أنَّ ثَمًَّ مشروحاً ومُيَسَّراً، ثم بَيَّن ورفع الإِبهامَ بذكرِهما فكان آكدَ لطلبِ الشرحِ لصدرِه والتيسير لأمره».
ويقال: يَسَّرْتُه لكذا، ومنه ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى﴾ [الليل: ٧] ويَسَّرْتُ له كذا، ومنه هذه الآيةُ.
قوله: ﴿مِّن لِّسَانِي﴾ : يجوز أَنْ تتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه صفةٌ ل «عُقْدَةً» أي: مِنْ عُقَدِ لساني. ولم يذكر الزمخشريُّ غيرَه. ويجوز أن يتعلَّقَ بنفسِ «احلُلْ» والأولُ أحسنُ.
قوله: ﴿واجعل لِّي وَزِيراً﴾ : يجوز أَنْ يكونَ «لي» مفعولاً ثانياً مقدماً، و «وزيراً» هو المفعولُ الأول. و «مِنْ أهلي» على هذا يجوز أَنْ يكونَ صفةً ل «وزيراً». ويجوز أن يكونَ متعلِّقاً بالجَعْلِ.
و «هارونَ» بدلٌ مِنْ «وزيراً». وجَوَّز أبو البقاء أن يكونَ «هارونَ» عطفَ بيانٍ ل «وزيراً». ولم يذكر الزمخشريُّ غيرَه. ولَمَّا حكى الشيخُ هذا


الصفحة التالية