وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَلَوْ عَلِمَ الله فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ ﴾ قيل : الحجج والبراهين ؛ إسماع تَفَهُّم.
ولكن سبق علمه بشقاوتهم ﴿ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ ﴾ أي لو أفهمهم لما آمنوا بعد علمه الأزلِيّ بكفرهم.
وقيل المعنى لأسمعهم كلام الموتى الذين طلبوا إحياءهم ؛ لأنهم طلبوا إحياء قُصَيّ بن كلاب وغيره ليشهدوا بنبوّة محمد ﷺ : الزجاج : لأسمعهم جواب كل ما سألوا عنه.
﴿ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ ﴾ إذ سبق في علمه أنهم لا يؤمنون. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ﴾
يعني سماع تفهم وانتفاع وقبول للحق ومعنى ولو علم الله.
قال الإمام فخر الدين : إن كان ما كان حاصلاً فيجب أن يعلمه الله فعدم علم الله بوجوده من لوازم عدمه فلا جرم حسن التعبير عن عدمه في نفسه بعدم علم الله بوجوده وتقديره الكلام لو حصل فيهم خير لأسمعهم الله الحجج والمواعظ سماع تعليم وتفهم ﴿ ولو أسمعهم ﴾ يعني بعد أن علم أنه لا خير فيهم لم ينتفعوا بما يسمعون من المواعظ والدلائل لقوله تعالى :﴿ لتولوا وهم معرضون ﴾ يعني لتولوا عن سماع الحق وهم معرضون عنه لعنادهم وجحودهم الحق بعد ظهوره وقيل : إنهم كانوا يقولون للنبي ( ﷺ ) : أحي لنا قصياً فإنه كان شيخاً مباركاً حتى يشهد لك بالنبوة فنؤمن لك فقال الله سبحانه وتعالى : ولو أحيا لهم قصياً وسمعوا كلامه لتولوا عنه وهم معرضون. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية