وقال أبو السعود :
﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ القرى ﴾
أي أهلُ القرى المذكورةِ، على وضع المُظهرِ موضِعَ المُضمر للإيذان بأن مدارَ التوبيخِ أمْنُ كلِّ طائفةٍ ما أتاهم من البأس لا أمنُ مجموعِ الأمم، فإن كلَّ طائفةٍ منهم أصابهم بأسٌ خاصٌّ بهم لا يتعداهم إلى غيرهم كما سيأتي، والهمزةُ لإنكار الواقعِ واستقباحِه لا لإنكار الوقوعِ ونفيِه كما قاله أبو شامةَ وغيرُه لقوله تعالى :﴿ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلاَّ القوم الخاسرون ﴾ والفاءُ للعطف على أخذناهم وما بينهما اعتراضٌ توسّط بينهما للمسارعة إلى بيان أن الأخذَ المذكورَ مما كسبتْه أيديهم والمعنى أبعدَ ذلك الأخذِ أمِنَ أهلُ القرى ﴿ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بياتا ﴾ أي تبييتاً أو وقتَ بياتٍ أي مَبيتاً أو مبيتين وهو في الأصل مصدرٌ بمعنى البيتوتة ويجيء بمعنى التبييتِ كالسلام بمعنى التسليم ﴿ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴾ حالٌ من ضميرهم البارزِ أو المستترِ في بياتاً. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية