وقال الخازن :
قوله :﴿ إذ تستغيثون ربكم ﴾
أي واذكر يا محمد أذ تستجيرون بربكم من عدوكم وتطلبون منه الغوث والنصر وفي المستغيثين قولان أحدهما أنه رسول الله ( ﷺ ) والمسلمون معه قاله الزهري والقول الثاني : أنه رسول الله ( ﷺ ) وحده وإنما ذكره بلفظ الجمع على سبيل التعظيم له ( م ) عن ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب قال :" لما كان يوم بدر نظر رسول الله ( ﷺ ) إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً فاستقبل نبي الله ( ﷺ ) القبلة ثم مد يده فجعل يهتف بربه يقول :" اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آتني ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض " فما زال يهتف بربه ماداً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاء على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله إذ تستغيثون ربكم ﴿ فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ﴾ فأمده الله بالملائكة.
قال سماك : فحدثني ابن عباس قال : بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك أمامه خر مستلقياً فنظر إليه فإذا قد حطم أنفه وشق وجه كضربة السيف فأحصى ذلك أجمع وجاء فحدث بذلك رسول الله ( ﷺ ) قال : صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة.
فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين وقوله سبحانه وتعالى فاستجاب لكم، يعني فأجاب دعاءكم أني ممدكم أصله بأني ممدكم أي مرسل إليكم مدداً ورداءً لكم بألف من الملائكة مردفين، يعني : يردف بعضهم بعضاً بمعنى يتبع بعضهم بعضاً.


الصفحة التالية